kawalisrif@hotmail.com

الجوع يُطارد طالبي اللجوء في قلب باريس.. مساعدات غير كافية ومطابخ لا تليق بالكرامة الإنسانية

الجوع يُطارد طالبي اللجوء في قلب باريس.. مساعدات غير كافية ومطابخ لا تليق بالكرامة الإنسانية

كشف تقرير مشترك صادر عن منظمة “العمل ضد الجوع” (Action Contre la Faim) و”اتحاد الجهات الفاعلة في مجال التضامن – إيل دو فرانس” (FAS) عن واقع صادم يعيشه العديد من طالبي اللجوء في منطقة باريس الكبرى، حيث يعانون من انعدام الأمن الغذائي، رغم احتضانهم في مراكز إيواء طارئة تديرها الدولة. التقرير، الصادر تحت عنوان “تحقيق حول الأمن الغذائي للأشخاص الذين تؤويهم الدولة في مراكز الإيواء الطارئ لطالبي اللجوء (HUDA)”، يرسم صورة قاتمة لواقعهم اليومي، ويكشف عن نسب مقلقة من الجوع وسوء التغذية بين هذه الفئة الهشة.

وتُظهر المعطيات أن 36% من المستجوبين يعانون من درجات متفاوتة من انعدام الأمن الغذائي، بينما يضطر نصفهم تقريباً إلى الاكتفاء بأقل من ثلاث وجبات في اليوم، ما يضعهم في دائرة الخطر الصحي والاجتماعي. شهادة إحدى الأمهات تلخص عمق الأزمة بقولها: “نعيش على كيس من الأرز لأيام طويلة، وأحياناً ننام جائعين”، في إشارة مباشرة إلى قساوة المفاضلة اليومية بين تغذية الأطفال وشراء الضروريات الأخرى. هذه المعاناة تتفاقم بسبب تدني قيمة مخصص طالب اللجوء (ADA) البالغ 6.80 يورو يومياً، في وقت تشير فيه تقديرات التقرير إلى أن كلفة الغذاء المتوازن وحده تستهلك نحو 4.60 يورو، ما يترك هامشاً ضئيلاً لتغطية باقي الاحتياجات الأساسية.

وتزيد ظروف الإيواء غير المهيأة من حدة الأزمة، حيث تشترك عشرات الأسر في مطابخ صغيرة غير مجهزة، وتُفرض قيود زمنية على استخدامها، ما يعوق القدرة على إعداد وجبات مغذية. ويعاني الرجال العازبون بشكل خاص من هذا الوضع، إذ أكد عامل اجتماعي أن “ثلاجاتهم غالباً ما تكون فارغة”، في إشارة إلى هشاشة أوضاعهم النفسية والاجتماعية. واختتم التقرير بجملة من التوصيات العاجلة، في مقدمتها ضرورة مراجعة قيمة المخصصات المالية ورفعها لمستوى يتماشى مع تكاليف المعيشة الحقيقية، والسماح بسحب الأموال نقداً لتوسيع خيارات الشراء، إلى جانب تحسين البنيات التحتية للمطابخ داخل مراكز الإيواء، بما يضمن لطالبي اللجوء الحد الأدنى من الكرامة في إعداد طعامهم.

04/07/2025

Related Posts