أعلنت القوات المسلحة الملكية، يوم الجمعة، عن الشروع رسميًا في تنفيذ برنامج لتحديث أسطول طائرات النقل الجوي من طراز C-130H، تزامنًا مع الذكرى الرابعة عشرة لسقوط إحدى هذه الطائرات بضواحي كلميم سنة 2011، في حادث مأساوي أسفر عن مقتل جميع الركاب، وإعلان الحداد الوطني بالمملكة.
وجاء في بلاغ رسمي للجيش المغربي أن نادي الضباط بالرباط احتضن، الأربعاء الماضي، حفل انطلاق هذا المشروع الطموح، بحضور وفود رفيعة من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أن البرنامج يمثل خطوة استراتيجية لتطوير قدرات النقل الجوي للقوات الملكية الجوية، سواء في الشحن أو الدعم اللوجستي.
ووصف البلاغ هذا المشروع بـ”الاستراتيجي”، مشيرًا إلى أنه يمثل إضافة نوعية في مسار تحديث منظومة النقل العسكري الجوي، ويجسد التوجه المغربي نحو تعزيز جاهزية قواته في مختلف العمليات الميدانية، سواء داخل البلاد أو في المهام الدولية، بما في ذلك التدخلات الإنسانية.
ويتم تنفيذ المشروع في إطار شراكة تقنية مع شركة L3-Harris Technologies الأمريكية، المتخصصة في تكنولوجيا الطيران والدفاع، وفقًا لأعلى المعايير الدولية في مجال الصيانة وجودة الطيران.
ويأتي هذا التحديث ضمن جهود متواصلة تبذلها القوات المسلحة الملكية لتحديث أسطولها الجوي بالكامل، وهذه المرة كان الدور على طائرات C-130H Hercules، وهي النسخة المتقدمة من سلسلة C-130 التي تعد من بين الطائرات الأكثر استخدامًا في مجال النقل العسكري عبر العالم.
وتحمل هذه الطائرة رمزية خاصة في المغرب، إذ ارتبطت بأسوأ كارثة جوية في تاريخه حين سقطت إحداها يوم 26 يوليو 2011 فوق جبل تاييرت بالقرب من كلميم بسبب الضباب الكثيف، ما تسبب في انشطار الطائرة واندلاع النيران فيها، ومصرع 80 فردًا من القوات المسلحة، وهو ما دفع الملك محمد السادس إلى إعلان الحداد الوطني لثلاثة أيام.
تُنتج طائرة C-130H Hercules من طرف شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، وهي مزودة بأربعة محركات توربينية من نوع Allison T56-A-15، وتتميز بقدرتها على الطيران لمسافات طويلة محمّلةً بكميات كبيرة من العتاد أو الأفراد. وتستطيع نقل حتى 20 طناً من المعدات أو الجنود، وتُستخدم في مهام متنوعة مثل نقل القوات، إنزال المظليين، الإجلاء الطبي، وإسقاط المؤن في المناطق الوعرة.
وتتسم هذه الطائرة بقدرتها على الإقلاع والهبوط في مدارج قصيرة وغير مجهزة، ما يمنحها ميزة كبيرة في المهام التكتيكية، كما أن أنظمتها الإلكترونية والملاحية المتطورة، بما فيها نظام إدارة طيران رقمي، يعزز من دقة وسلامة الطيران.
وتصل سرعتها القصوى إلى 540 كيلومتراً في الساعة، ويبلغ مداها أكثر من 3800 كيلومتر بحسب الحمولة، كما أنها قادرة على التحليق في ظروف جوية صعبة وعلى ارتفاعات منخفضة، ما يجعلها مثالية للمهام العسكرية والإنسانية على حد سواء.
وتُستخدم طائرات C-130H في عشرات الجيوش حول العالم، من بينها القوات الجوية الملكية المغربية، حيث تلعب دوراً أساسياً في مهام الدعم اللوجستي والمساعدات الإنسانية، خصوصاً في أوقات الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة، وهو ما يعكس مرونتها وأهميتها المتعددة الاستخدامات.
05/07/2025