الناظور – كواليس الريف:
في مشهد يجمع بين الغرابة والقسوة واللامعقول، يئن خلف أسوار سجن سلوان بالناظور، شيخٌ بلغ من العمر عتياً، أنهكته السنون، وتركته الأطماع على رصيف الإدانة … إنه بغداد فنوع، نائب رئيس مجلس جماعة أزغنغان، المحكوم ابتدائيا واستئنافيا بـ 4 أشهر سجنا نافذا، في قضية اعتُبرت من أصغر ملفات الرشوة في المغرب، حيث لم تتجاوز “الغنيمة” المفترضة مليون سنتيم فقط!
لكن خلف هذه “العشرة آلاف درهم”، تختبئ مأساة إنسانية مكتملة الأركان. مصادر جد مطلعة من داخل السجن، كشفت أن الرجل، الذي يبلغ من العمر 85 سنة، يعيش واحدة من أصعب فصول حياته. فبعد دخوله السجن، قبل شهرين ، بدأ فنوع يعاني أزمة نفسية حادة، وانهيارا عصبيًا تدريجيًا، نقل على إثره مرات متعددة إلى المصحة السجنية، قبل أن يُحال إلى المستشفى الحسني بالناظور، طلبًا للعلاج ومحاولة لاسترجاع قليل من التوازن وسط دوامة من الألم.
مصدر موثوق أكد أن فنوع أصبح يدخن بشراهة غير مسبوقة، وكأنما يحاول أن يحرق في كل سيجارة بعضًا من توتره، أو يختصر بها أيامًا من المعاناة. الأسوأ من ذلك، تقول ذات المصادر، أن الرجل بات يضع منديلًا مبللًا فوق رأسه طوال اليوم، في صورة تختزل حجم الضغط، وربما الألم الجسدي والنفسي، الذي يعيشه داخل الزنزانة.
06/07/2025