شهدت العاصمة الإسبانية مدريد ، السبت 5 يوليوز، تنظيم مسيرة جماهيرية ضخمة ضمن فعاليات “فخر 2025″، وهو الحدث السنوي الذي يهدف إلى التعبير عن مطالب ومواقف مجتمع “الزوامل ومناصريهم” ، وسط أجواء احتفالية شارك فيها حوالي مائة ألف شخص قدموا من مختلف أنحاء البلاد.
وانطلقت المسيرة من ساحة أتوشا، وصولًا إلى ساحة كولون، حيث امتلأت الشوارع الرئيسية بالحشود المشاركة، ورافقتها عربات موسيقية واستعراضية تمثل منظمات مدنية، وهيئات داعمة للمثليين ، وعدد من الشركات الخاصة التي أعربت عن تضامنها مع المطالب المطروحة.
ورغم الطابع الاحتفالي للمسيرة، فقد تم تسجيل حضور أمني لافت، من أجل تأمين الفعالية وضبط التنظيم، خاصةً في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتدفق المشاركين بكثافة.
المشاركون عبّروا عن مطالب تتعلق بالحقوق المدنية والمساواة، فيما سجلت بعض الأسر حضورًا رمزيًا مؤثرًا، من بينها سيدة جاءت من جزر البليار تحمل لافتة تعلن فيها دعمها لابنتها المتحولة، في مشهد يعكس التغير المجتمعي العميق الذي تشهده بعض الأوساط الأوروبية في السنوات الأخيرة.
من جهتها، شاركت مؤسسات اقتصادية كبرى في المسيرة من خلال ممثليها، أبرزها شركة “أمازون”، التي قالت إحدى ممثلاتها إن المشاركة في هذا الحدث تمثل تأكيدًا على التزام الشركة ببيئة عمل شاملة ومتنوعة.
ورغم الأجواء الإيجابية التي حاول المنظمون إظهارها، لا تزال هذه التظاهرات تثير نقاشًا واسعًا في المجتمع الإسباني بين مؤيد لها باعتبارها شكلاً من أشكال حرية التعبير، وبين من يعبّر عن تحفظه من بعض المظاهر المصاحبة التي لا تنسجم، حسب تعبيرهم، مع القيم الثقافية التقليدية.
وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه التظاهرات تلقى اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا داخل وخارج إسبانيا، وتُطرح دائمًا في السياق الأوسع للنقاشات المتعلقة بالحريات الفردية وقضايا الهوية، وهي مواضيع تحظى بمتابعة حذرة في دول مثل المغرب، حيث تظل المرجعية الدينية والثقافية عاملًا أساسيا في تقييم مثل هذه الأحداث.
06/07/2025