kawalisrif@hotmail.com

مليلية تحت المجهر السياسي من جديد :   المنبوذ فيخو رئيس حزب الشعب الإسباني يهاجم الحكومة ويشتكي قلة الأطباء

مليلية تحت المجهر السياسي من جديد : المنبوذ فيخو رئيس حزب الشعب الإسباني يهاجم الحكومة ويشتكي قلة الأطباء

في خطاب اختتامي حماسي خلال المؤتمر الوطني الـ21 للحزب المحافظ، لم يفوّت زعيم الحزب، ألبيرتو نونيز فيخو، الفرصة لتوجيه سِهام النقد إلى حكومة بيدرو سانشيز، وخصّ بذلك مدينة سبتة ومليلية، متهمًا إياها بالإهمال الصحي و”التخلي المؤسساتي”. فبحسبه، فإن المستشفيين الوحيدين الخاضعين لإدارة وزارة الصحة – واللذان يقعان في المدينتين المحتلتين – هما الأكثر معاناة من نقص الكوادر الطبية، مشددًا على أن هذا الوضع يعكس “إخفاقًا ذريعًا” في إدارة الشأن الصحي.

فيخو لم يكتفِ بالتشخيص، بل استغل المنصة لإطلاق وعود انتخابية كبيرة، متعهدًا بإصلاح جذري للقطاع الصحي خلال أول مئة يوم من حكومته “المستقبلية”. وأشار إلى أن النقص في الأطباء ليس تفصيلاً يمكن التغاضي عنه، بل هو أكبر تحدٍ يواجه ما يُسمى بـ”دولة الرفاه”، وأضاف بنبرة صارمة: «نحتاج أطباء، ولا أعذار بعد اليوم».

وقد قوبلت تصريحاته بترحيب كبير من وفد الحزب المحافظ في سبتة، الذي حضر المؤتمر في مدريد برئاسة خوان فيفاس، معتبرين أن الإشارة إلى المدينة لم تكن صدفة، بل “اعتراف ضمني بأنها رمز التهميش والإهمال” من قبل الحكومة المركزية، في مجالات عدة، أبرزها الصحة.

ولم ينسَ فيخو التلميح إلى “مشروعه الكبير” الذي يتجاوز الصحة ليشمل خطة سكنية عاجلة، وسياسة مائية وطنية، ومحاربة الهجرة “غير النظامية”، وتعزيز الأمن والدفاع، وكلها وعود تتقاطع بشكل مريب مع الكتيب الدعائي التقليدي لكل موسم انتخابي.

وفي خاتمة خطابه، وصف فيخو هذا المؤتمر بـ”اللحظة التأسيسية” لحقبة جديدة، داعيًا إلى “إشعال نور التغيير بعد سنوات من الظلام”، متعهدًا بإخراج البلاد من “الكابوس” الذي تعيشه. ولم يفت عليه، طبعًا، استغلال قضية “كولدو” وسجن قيادي اشتراكي بارز، لتقديم نفسه على أنه المنقذ الأوحد من الفساد والانقسام.

لكن، وبين ضجيج التصفيق الحزبي وحماسة الكاميرات، يحق لنا أن نسأل: هل يعقل أن يتحول النسيان المزمن لمدينتين مهمشتين إلى ورقة انتخابية في كل موسم؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه وصفة قديمة يُعاد تسخينها كلما اقتربت صناديق الاقتراع؟

يبدو أن فيخو اكتشف فجأة أن سبتة ومليلية ما تزالان على الخارطة… ربما لأنه رأى فيهما “عَينَين” تبكيان، تصلحان لبكائية سياسية جديدة. لكن، هل سمع أحدٌ من قبل عن منقذ يبدأ إنقاذه من خطاب انتخابي؟

06/07/2025

Related Posts