في وقت لم تهدأ فيه التساؤلات المحرجة حول مصير المراحيض العمومية الذكية التي التهمت ميزانية قدرت بمليون درهم قبل أن تختفي في ظروف غامضة، تفاجأ سكان طنجة بإعلان صفقة جديدة بقيمة 15 مليون درهم لتشييد مراحيض عمومية جديدة!
شركة التنمية المحلية المفوضة من جماعة طنجة أطلقت رسميًا طلب عروض جديد يخص مشروع “المراحيض الذكية – النسخة الثانية”، مع تحديد تاريخ 17 يوليوز 2025 لفتح الأظرفة.
غير أن الإعلان لم يمر مرور الكرام. فقد فجّر موجة من الغضب والاستياء وسط الساكنة، التي اعتبرت أن المشروع الجديد ليس سوى “إعادة إنتاج لفشل سابق”، في ظل غياب أي توضيح حول ما آل إليه المشروع الأول، والذي تحول إلى كومة من الخردة رغم المبالغ الطائلة التي صُرفت عليه.
أصوات من داخل المجلس الجماعي طالبت بفتح تحقيق إداري ومالي شفاف، معتبرة أن ما جرى يمثل نموذجًا فاضحًا لهدر المال العام وسوء تدبير المشاريع العمومية. دعوات إلى المحاسبة تصاعدت، في وقت يرى فيه البعض أن الكشف عن الحقيقة لم يعد خيارًا، بل ضرورة لوقف نزيف العبث بالموارد.
مصادر مطلعة لم تستبعد أن يشكل هذا الجدل فرصة للمراجعة والتقويم، حتى تتفادى جماعة طنجة الوقوع في نفس الأخطاء، وتعيد الثقة للمواطنين عبر تحسين الخدمات الأساسية التي تمس حياتهم اليومية بعمق.
كواليس الريف: متابعة
06/07/2025
