في مشهد يُعيد المنطقة سنوات إلى الوراء، يعيش مطرح النفايات بجماعة أجدير التابعة لإقليم الحسيمة وضعًا بيئيًا كارثيًا، بعد انسحاب الشركة المكلفة بتدبيره “SOS”، تاركةً خلفها أكوامًا من الأزبال والنفايات تتكدّس في العراء، مهدّدةً صحة الساكنة المجاورة، والفرشة المائية، والبيئة ككل.
فأين هي مجموعة الجماعات “نكور-غيس ؟
وأين هو مكتب الدراسات “Hydroprotec” الذي يتقاضى أموالًا طائلة لمراقبة سير المشروع واحترام المعايير البيئية؟
هل انتهت مهمته بانسحاب الشركة؟ أم أن “المراقبة” تقتصر فقط على التقارير الورقية؟
ولا تتوقف الأضرار على الجانب البيئي، بل تشمل أيضًا الجانب الاجتماعي، إذ وجد 17 عاملًا كانوا يشتغلون بالمطرح أنفسهم دون عمل أو مصدر دخل، وسط غياب أي بدائل أو تعويضات من الجهات المسؤولة.
ما يقع اليوم في المطرح ليس فقط فشلًا في التدبير، بل هو استهتار خطير بصحة المواطن وحقه في بيئة سليمة.
مطرح النفايات بأجدير، الذي كان من المفترض أن يكون مشروعًا نموذجيًا بتمويلات ضخمة وتخطيط مدروس، تحوّل إلى نقطة سوداء تهدّد السمعة البيئية للإقليم، وسط صمت مريب من المسؤولين.
