رحلة إلى المغرب تتحوّل إلى “مغامرة نسيان” بطلتها أم مغربية
في واقعة لا تخطر على بال، تحوّلت رحلة صيفية اعتيادية لعائلة مغربية من باريس نحو الوطن الأم إلى فصل من فصول الطرافة والذهول، بعدما نسي ربّ الأسرة زوجته في محطة وقود جنوب فرنسا، ومضى في طريقه غير مكترث … لمسافة تجاوزت 300 كيلومتر!
فجر السبت، كانت الأسرة المكوّنة من الأب (62 عامًا)، الأم، وابنتهما الشابة، تستعد لعبور القارة الأوروبية نحو المغرب، كما يفعل آلاف أفراد الجالية كل صيف. توقفٌ قصير بمحطة وقود في منطقة “لاند” كان من المفترض أن يكون فرصة لالتقاط الأنفاس، لكن شيئًا لم يكن في الحسبان…
بين التزود بالوقود واستراحة قصيرة، عادت الابنة إلى السيارة، تبعها الأب، ثم دارت المحرّكات وانطلقت الرحلة مجددًا. وحدها الأم… بقيت خلفهم، تنتظر داخل المحطة، بينما أسرتها تبتعد بثقة على الطريق السريع!
مرّت الساعات… ووصلت عقارب الساعة إلى الثامنة والنصف صباحًا، حينها فقط تساءل الأب: “أين زوجتي؟”. الجواب: خلفك بـ300 كيلومتر!
اتصال عاجل بالشرطة الفرنسية في بلدة لابويهير أطلق جرس الإنذار، وانطلقت عملية بحث سريعة قادها عناصر الأمن لتحديد مكان الأم باستخدام هاتفها المحمول. المفاجأة؟ السيدة لا تزال جالسة بهدوء في نفس المحطة، بعد أربع ساعات كاملة من النسيان، دون وسيلة لمغادرة المكان.
الحمد لله، لم يصبها مكروه، وإن كانت في حالة من الذهول، وربما الصدمة الصامتة… الزوج عاد مسرعًا إلى النقطة التي نسي فيها نصفه الآخر، وتمّ لمّ الشمل مجددًا، ليُستأنف الطريق نحو المغرب، لكن بحذر أكبر… وربما حوار أطول.
فيما لم تُعرف تفاصيل الحوار الذي دار بين الزوجين بعد هذا الحدث الاستثنائي، بات شبه مؤكد أن هذه الواقعة ستُروى لسنوات داخل العائلة، وربما تتحوّل إلى “نكتة موسمية” يتداولها أفراد الجالية في المقاهي وعلى موائد الشاي.
لكن خلف الطرافة، تُخفي القصة حقيقة أعمق: الإرهاق، التوتر، وساعات القيادة الطويلة التي يعيشها المغاربة العائدون إلى وطنهم خلال العطلة الصيفية، والتي قد تدفعهم – مجازًا أو فعليًا – إلى “نسيان أغلى الناس”!
07/07/2025