في واقعة لافتة أثارت موجة من التساؤلات والشكوك، رُصدت صباح اليوم الإثنين مروحية حربية إيطالية من طراز Leonardo AW139 تابعة لقوات “Guardia di Finanza” تحلق في الأجواء الجزائرية، تحديدًا فوق منطقة غابة الأسود بضواحي وهران، بعدما أقلعت في تمام الساعة 09:42 صباحًا من مدينة ألميريا الإسبانية.
المثير في الأمر أن هذه القوة الإيطالية تُعتبر جهازًا أمنياً متخصصًا في مكافحة التهريب، الجريمة المالية، المخدرات، والرقابة البحرية والجمركية، وتتبع وزارة الاقتصاد والمالية الإيطالية، مما يفتح الباب أمام عدة فرضيات حول الهدف الحقيقي من هذا التحليق غير المعلن في عمق المجال الجوي الجزائري.
وفي خطوة غريبة زادت من غموض العملية، اختفى مسار المروحية من تطبيق تتبّع الطيران الشهير “Flight Radar 24” بعد اقترابها من الأجواء الجزائرية، ما اعتبره متابعون إشارة إلى طابع سري أو غير اعتيادي للمهمة.
هذا التحرك يثير علامات استفهام عديدة حول طبيعة التعاون الأمني بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، خصوصاً في ملف مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، لا سيما تجارة المخدرات التي تعرف نشاطاً متزايداً في منطقة غرب المتوسط.
لكن في المقابل، يتساءل كثيرون: هل وصل الشك الأوروبي إلى درجة تنفيذ عمليات تفتيش جوية في سماء الجزائر بشكل مباشر؟ وهل يعكس ذلك تراجع الثقة الأوروبية في فعالية التنسيق الأمني مع الجزائر في مواجهة التهديدات الإجرامية المتنامية؟
حتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الجزائرية أو الإيطالية بشأن هذا التحرك، ما يزيد من حالة الغموض. وفي ظل العلاقات المعقّدة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، يُخشى أن يؤدي هذا الحادث إلى توتر دبلوماسي جديد، خاصة إذا ثبت أن التحليق تم دون إذن مسبق أو تنسيق معلن.
المروحية AW139 ليست مجرد طائرة استطلاع عادية؛ بل تُعد من بين أكثر الوسائل الجوية تطورًا في أوروبا، ومزودة بأجهزة رصد حراري، وكاميرات عالية الدقة، وإمكانيات لتحديد المواقع الأرضية وتحليل الإشارات. وجودها في سماء الجزائر قد يعني عملية رصد استخباراتي أو تتبع لشبكات تهريب تنشط بين الشمال الإفريقي والسواحل الأوروبية.
07/07/2025
