بين سخرية مرة، وغضب عارم، وتحليل شعبي أكثر واقعية من تقارير المجالس، انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول خبر مصادقة مجلس جهة الشرق على اتفاقية إنجاز ملعب الناظور بـ70 مليار سنتيم، دون أن يكون في جيبه ولو درهم واحد!
“مجلس بوعرورو”، كما أطلق عليه المعلقون تهكُّمًا، وجد نفسه تحت وابل من التعليقات النارية، التي لم تُبقِ ولم تذر. فقد تحول الخبر من مناسبة للاحتفاء بالمشروع الرياضي المنتظر إلى عرض كوميدي تراجيدي، يتصدره رئيس الجهة محمد بوعرورو، الذي صرّح، دون أن يرف له جفن: “ما عندنا حتى ريال للمشروع دابا!”
أحد المعلقين كتب بنبرة لاذعة:
“صادقو على ملعب فالفايسبوك… والماتش الأول غادي يلعبوه فالواقع الافتراضي!”
وآخر علق قائلاً: “10 مليار بلا ميزانية؟ هادي ماشي مصادقة، هادي سلفة من الوهم!”
بينما ذهبت تعليقات أخرى إلى ربط المشهد بالمهزلة السياسية:
“مجلس يوزع القمرون في الصيف، ويصادق على ملعب بالحبر السري!”
“هنيئًا لنا بملعب الأحلام… في بلاد النعاس!”
وعلى الرغم من أن التمويل النظري للمشروع تم توزيعه كالتالي:
30 مليار من الجامعة الملكية لكرة القدم
20 مليار من وزارة التعليم والرياضة
10 مليارات من وزارة الداخلية
و10 مليارات من جهة الشرق (مشفوعة بـ”الله يسهل”)
فإن المعلقين لم يُخفوا شكوكهم حول ما وصفوه بـ**”التوزيع المسرحي للأدوار”**، خصوصًا مع غياب أي وثيقة رسمية تُثبت التزام وزارة التعليم بتمويل نزع ملكية الأرض.
ووسط كل هذا العبث، كان اسم عامل إقليم الناظور، جمال الشعراني، هو الوحيد الذي حظي بتقدير شعبي حقيقي، باعتباره الرجل الذي يحاول دفع العربة بجهد شخصي، في حين يكتفي الآخرون بالتقاط الصور ومشاركة البلاغات.
أما الطامة الكبرى، فتلخصها واحدة من أكثر التعليقات تداولًا: “غدا يصادق المجلس على كأس العالم في الناظور، وما عندهمش حتى ثمن الكورة!”
لقد كشف الفيسبوك ومواقع التواصل، مرة أخرى، أن المواطن وإن كان بعيدًا عن الجلسات الرسمية، إلا أنه أكثر وعيًا من المسؤولين ، وأكثر جرأة في فضح تناقضات المشهد.
ويبقى السؤال معلقًا بين التعليقات الساخرة والواقع البارد: هل نحن أمام مشروع ملعب؟ أم مجرد مشهد من فيلم “الخيال الإداري” من إنتاج مجلس الجهة، بطولة رئيسه، وتوزيع شعارات فارغة في دور العرض الفيسبوكية؟
وهل نسميه مستقبلًا : “ملعب بوعرورو أرينا – بدعم من جمهور الفيسبوك لا غير”؟
07/07/2025