في امتدادٍ مباشر للعملية النوعية التي جرت بجماعتي بني درار، وبني خالد ، قبل أسبوعين ، فجّر صباح اليوم الثلاثاء، مفاجأة جديدة حين حلّت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بجماعة بني خالد، لتُسدل الستار عن فصل جديد من هذه الشبكة المتشعبة. المختصة في تهريب المخدرات عبر الدرون من وإلى الجزائر … وبأسلوب لا يقلّ دقة عن سابقه، توغلت وحدة أمنية في دوار أولاد صالح يذات الجماعة ، حيث تمّ توقيف شقيقين يسميان”أولاد موسى”، ورد اسماهما في الخبرة التقنية التي خضعت لها هواتف الموقوفين الستة السابقين.
التحقيقات البيومترية والرقمية كانت بمثابة خريطة خفية تقود الأجهزة الأمنية من خيط إلى آخر، من اسم إلى آخر، حتى باتت جماعة بني خالد، إلى جانب بني درار، مركزَي زلزال أمني لا يزال يخلخل أركان شبكات التهريب الحدودي. ما كشفته المكالمات والرسائل المشفّرة بين أفراد الشبكة، يشير إلى تورّط أسماء كانت تُصنّف حتى الأمس القريب “خارج الشبهات”.
الفرقة الوطنية لم تكن تبحث فقط عن منفّذين، بل عن العقول المدبّرة، والعملية الأخيرة تؤكد أن “رؤوس الشبكة” بدأت تتهاوى تباعاً، خاصة بعد ضبط الشقيقين اللذين يُعتقد أنهما لعبا دور الوسيط اللوجستي بين بني خالد وبني درار مع الجزائر . أما التحقيقات، فقد دخلت مرحلة حاسمة، مع تعقب مسارات تحويلات مالية غامضة، وتتبّع نقاط انطلاق وهبوط الطائرات المسيّرة، في مشهد يُنذر بمفاجآت قد لا تقف عند حدود الشرق.