kawalisrif@hotmail.com

“زواج تيك توك”.. ظاهرة رقمية تُفرغ الرباط المقدس من معناه وتحوّله إلى فرجة افتراضية

“زواج تيك توك”.. ظاهرة رقمية تُفرغ الرباط المقدس من معناه وتحوّله إلى فرجة افتراضية

في ظل تنامي تأثير المنصات الرقمية على تشكيل الوعي المجتمعي، تثير ظاهرة ما بات يُعرف بـ”زواج تيك توك” موجة سخط عارمة بين الفاعلين الحقوقيين والمجتمع المدني، بسبب ما تحمله من تشويه عميق لقيم الزواج وتحويله إلى مشهد فرجوي يفتقد لكل عمق إنساني أو أخلاقي. فقد عبّرت جمعية “أجيال الغد” عن قلقها البالغ من هذا المنحى، الذي لا يختزل مؤسسة الزواج فقط في لقطات من التهريج والمساومة، بل يوظف مفاهيم دينية خارج سياقاتها بغرض الترويج والاستعراض، مما يهدد تماسك الأسرة ويسيء لصورتي الرجل والمرأة معاً، خاصة أمام جمهور واسع من الشباب والمراهقين الذين يتلقون هذه النماذج كمراجع للقيم الأسرية.

البلاغ الصادر عن الجمعية، والذي توصلت به كواليس الريف، سلّط الضوء على الانزلاق الخطير الذي تمثله هذه الظاهرة، لاسيما حين يشارك فيها أشخاص راشدون من خلفيات وتجارب متنوعة، كان يفترض أن يشكّلوا قدوة في النضج، فإذا بهم يعرضون علاقاتهم عبر البث المباشر في مشاهد تنزع عن الزواج بُعده النبيل وتحيله إلى سلعة قابلة للتفاوض، في غياب أي تأطير معرفي أو أخلاقي. وأكدت الجمعية أن الظاهرة لا تقتصر على المراهقين فحسب، بل تشمل مغاربة من الجالية بالخارج، الأمر الذي يكشف عن انتقال هذه الممارسات إلى الفضاء الاغترابي وتفاقم هشاشة التصورات الرقمية حول الزواج، وسط تغييب مؤسساتي للرقابة والمساءلة.

وفي هذا السياق، اعتبر خبراء ومهتمون بالشأن السوسيولوجي، مثل الباحث منير الحلاج، أن “زواج تيك توك” لا يُعد ظاهرة عابرة بقدر ما يعكس تحوّلاً بنيوياً في طريقة تشكّل العلاقات داخل الفضاء الرقمي، حيث تصبح اللحظة التفاعلية وسيلة لبناء الروابط عوض التراكم العاطفي والاجتماعي. وأشار إلى أن المنصة، بطبيعتها المعتمدة على التفاعل السريع والمقاطع القصيرة، تعزز منطق الفرجة على حساب القيم، محذراً من تحوّل الزواج إلى منتوج إعلامي خاضع لقواعد العرض والطلب. من جهته، شدّد حميد النوالي، عضو جمعية أجيال الغد، على ضرورة إرساء تربية رقمية مستعجلة، تحمي الأجيال الصاعدة من السطحية الرقمية، وتُعيد للزواج اعتباره كرباط إنساني مقدس، لا يليق به أن يُستعرض في “مزاد افتراضي” ينتهك كرامة الإنسان ويقوّض المعايير المجتمعية الرصينة.

08/07/2025

Related Posts