kawalisrif@hotmail.com

مليلية المحتلة تتراجع أمام الناظور في عملية مرحبا 2025 … انخفاض حاد في حركة المسافرين والآليات

مليلية المحتلة تتراجع أمام الناظور في عملية مرحبا 2025 … انخفاض حاد في حركة المسافرين والآليات

تعيش مدينة مليلية المحتلة واحدة من أسوأ فصولها في عملية “مرحبا 2025″، بعدما سجّل ميناؤها تراجعًا مقلقًا في حركة عبور الجالية المغربية المقيمة بالخارج. فخلال الأسابيع الثلاثة الأولى من العملية، التي انطلقت منتصف يونيو، انخفض عدد المسافرين بنسبة 21.6% وعدد العربات بنسبة 24% مقارنةً بالفترة نفسها من سنة 2024، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية (EFE) عن مصالح الحماية المدنية.

هذا التراجع الحاد يُعزى أساسًا إلى تقليص عدد الرحلات البحرية بين مليلية والموانئ الإسبانية، التي أصبحت في حدود النصف فقط مقارنةً بالعام الماضي. وقد أدى هذا الانكماش في العرض إلى اختناقات مؤقتة في فترات الذروة، ما أثر سلبًا على تدبير تدفقات المسافرين وأجبر العديد منهم على الانتظار لساعات طويلة.

وتُعد الخطوط البحرية الرابطة بين مليلية وألميريا الأكثر تضررًا، حيث انخفض عدد المسافرين بنحو 52% وعدد السيارات بأكثر من 49%، في أسوأ حصيلة تُسجَّل ضمن 16 خطًا بحريًا مشاركًا في عملية العبور.

في المقابل، شهد ميناء الناظور المغربي انتعاشًا لافتًا، مسجلًا ارتفاعًا في عدد المسافرين والعربات بنسبة 33%، خلال نفس الفترة. الخط البحري الذي يربط الناظور بألميريا استقطب أكثر من 35 ألف مسافر، ليُصبح بذلك رابع خط أكثر نشاطًا في عملية مرحبا، بعد خطوط طنجة المتوسط – الجزيرة الخضراء، وسبتة – الجزيرة الخضراء، وطنجة المدينة – طريفة.

هذا التفوق المغربي ألقى بظلاله على مليلية، التي بدأ ميناؤها يفقد جاذبيته سنة بعد أخرى، رغم ما تمثله العملية من رهان اقتصادي وسياحي سنوي.

رئيس هيئة ميناء مليلية، مانويل أنخيل كيبيدو، لم يتردد في تحميل الرباط جزءًا من مسؤولية هذا التراجع، متهمًا السلطات المغربية بـ”التضييق” على المعبر الحدودي البري لتوجيه العابرين نحو ميناء الناظور. وقال إن “المغرب يعرف جيدًا كيف يضيق الخناق على الحدود ليسهل على الناس العبور عبر الناظور، حيث يتم ختم الجوازات داخل الباخرة”، وفق تعبيره.

كما نبّه إلى أن تقليص عدد الرحلات نحو موانئ أندلسية مثل مالقة وموتريل وألميريا زاد من تعقيد الوضع، مضيفًا أن بعض الأسر المغاربية قد تضطر للبقاء عالقة في مليلية لـ24 أو حتى 48 ساعة إذا ضيّعت رحلتها، بسبب الطوابير الطويلة في المعبر البري.

رغم المشاكل البحرية، تمكّنت الحدود البرية بين مليلية والناظور من الحفاظ على سلاسة نسبية في تدبير العبور خلال الأيام الأكثر ازدحامًا. حيث عبر أكثر من 14 ألف شخص خلال أول أسبوعين من عملية مرحبا، وسط تنسيق بين الحماية المدنية الإسبانية وقوات الأمن ومتطوعين. وقد ساعدت هذه السلاسة – وإن جزئيًا – في التخفيف من الضغط على الميناء، بل وساهمت في توجيه عدد أكبر من العابرين نحو ميناء الناظور.

تطرح هذه التحولات المتسارعة أسئلة استراتيجية حول مستقبل مليلية كمنفذ رئيسي للجالية المغربية نحو الداخل. في المقابل، يبدو أن المغرب، من خلال تطوير بنيته التحتية بالموانئ وتعزيز الربط البحري، يسحب البساط تدريجيًا من تحت أقدام “الجيب الاستعماري”، ويفرض واقعًا جديدًا تتحول فيه الناظور إلى بوابة مفضلة للجالية.

ومع اقتراب مرحلة العودة في عملية مرحبا، ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة لتأكيد الاتجاه الجديد. فإما أن تتحرك مليلية لإصلاح ما يمكن إصلاحه، أو تستسلم للواقع الذي يرسمه المغرب بخطى ثابتة وسياسة متدرجة.

08/07/2025

Related Posts