في مشهد يثير القلق على أمن الملاحة الدولية، نشرت جماعة الحوثي تسجيلًا مصورًا يوثّق لحظة تنفيذ هجوم عنيف على السفينة التجارية Eternity C قبالة سواحل الحديدة، حيث بدا واضحًا تعرض السفينة لضربات دقيقة أدّت إلى غرقها الكامل وسط ألسنة اللهب والدخان.
السفينة، التي كانت ترفع علم ليبيريا وتُدار من قبل شركة يونانية، كانت متجهة إلى ميناء سعودي، قبل أن تقع في مرمى نيران الصواريخ الحوثية والطائرات المسيّرة والزوارق المفخخة. الهجوم، الذي بدا كعملية عسكرية مُحكمة، يُشكّل تصعيدًا بالغ الخطورة في واحدة من أكثر نقاط الملاحة العالمية حساسية.
الأخطر في القضية أن جماعة الحوثي أعلنت احتجاز طاقم السفينة بالكامل، في حين قالت السفارة الأمريكية في اليمن إن الطاقم تعرّض للاختطاف، وتحدثت تقارير أوروبية عن مقتل أربعة من أفراد الطاقم، مع بقاء 15 آخرين في عداد المفقودين حتى لحظة كتابة هذه السطور.
وبينما حاول الحوثيون تبرير الواقعة بالقول إن الطاقم نُقل إلى “شاطئ آمن” وتلقّى “الرعاية الطبية”، شككت مصادر غربية في الرواية، معتبرة أن العملية قد تدخل في إطار “القرصنة الموجهة”، لا سيما مع استهداف سفينة يونانية أخرى قبل 48 ساعة فقط، في نمط يبدو متعمدًا وممنهجًا.
هذا التطور ليس مجرد حادث عرضي، بل هو مؤشر خطير على عودة الحوثيين إلى سياسة استهداف السفن التجارية، خصوصًا تلك التي يُشتبه في ارتباطها بإسرائيل أو التحالف العربي. ويأتي الهجوم بعد شهور من التهدئة النسبية، لتُفتح من جديد صفحة المواجهة البحرية على مصراعيها.
ومع تصاعد التوتر وغياب ردّ دولي حازم، يُطرح سؤال ملح:
هل يتحول البحر الأحمر إلى ساحة حرب مفتوحة، بينما تكتفي القوى الكبرى ببيانات الإدانة؟
https://youtu.be/kdYeviA48ww?si=nCrgLIwZIrRX5f0n
