kawalisrif@hotmail.com

فيديو :   مليلية تطالب بفتح معبر حدودي ثانٍ لإنقاذ الجمارك التجارية … والرباط تراقب في صمت واثق

فيديو : مليلية تطالب بفتح معبر حدودي ثانٍ لإنقاذ الجمارك التجارية … والرباط تراقب في صمت واثق

وسط تصاعد التوتر التجاري مع المغرب، دقّ حزب “ائتلاف من أجل مليلية” (CPM) – المُشكّل أساسًا من مغاربة مقيمين في الثغر المحتل – ناقوس الخطر، مطالبًا الحكومة الإسبانية بالتفاوض العاجل مع الرباط لفتح معبر حدودي ثانٍ، بهدف إنقاذ الجمارك التجارية من الشلل التام خلال فترة “عملية العبور” الصيفية (OPE).

وفي رسالة مصوّرة، حذّرت زعيمة المعارضة المغربية، دنيا المنصوري، من أن تعليق نشاط الجمارك “ليس حلًا”، وإنما وصفة مؤكدة للشلل الاقتصادي، مشددة على أن حزبها يرفض هذا المسار، ويقترح بدلًا منه إحداث منفذ بديل يُخفف الضغط ويضمن استمرارية الحركة التجارية مع المغرب.

المنصوري لم تُخفِ استياءها من “الصمت القاتل” لحكومة مدريد إزاء ما وصفته بملف مصيري، داعيةً إلى تحرك دبلوماسي عاجل، لأن “التخلي عن حدود تجارية نشطة سيكون بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على اقتصاد المدينة المحتلة”.

كما وجهت انتقادات مباشرة إلى ممثلة الحكومة المركزية في مليلية، صابرينا موح، متهمةً إياها بـ”الدفاع عن موقف لا يُمكن الدفاع عنه”، في إشارة إلى طريقة تدبير أزمة الجمارك. ولم تسلم الحكومة المحلية بدورها من الانتقاد، إذ وصفتها بـ”العاجزة كليًا عن تقديم بدائل اقتصادية”، محذرةً من أن المدينة “تفقد مستقبلها تحت وطأة التبعية للمغرب”.

من جانبه، هاجم حزب ڤوكس الحكومة الإسبانية، معتبرًا أن إغلاق المغرب للجمارك يُظهر أن مدريد لم تعد تملك زمام حدودها، ولا حتى أدنى سلطة على معابرها. رئيس الحزب في مليلية، خوسي ميغيل تاسندي، استهزأ بتبريرات الخارجية الإسبانية التي قالت إن التعليق متفق عليه خلال “فترات الذروة”، متسائلًا بسخرية: “عن أي ذروة يتحدثون؟ عدد المسافرين عبر مليلية في عملية مرحبا هذا العام انخفض بنسبة 20%!”.

بدوره، أشار رئيس المدينة، خوان خوسي إمبرودا، إلى أن المغرب “هو من يتحكم في مفاتيح العلاقات الثنائية، سواء في مليلية أو سبتة”، مؤكدًا أن الجمارك وOPE يمكن أن يتعايشا، لكن “القرار ليس في يدنا”.

إمبرودا اتهم حكومة مدريد بـ”بيع الوهم لسكان مليلية منذ 2018″، من خلال وعود متكررة لم تُنفّذ، مثل تشكيل لجنة تقنية لإعادة فتح الجمارك. كما وصف إعادة مناقشة الملف في البرلمان بـ”المسرحية العبثية”، معتبرًا أن الهدف منها ليس الحل، بل “فضح العار وكشف الأقنعة”.

وفيما يغرق الساسة الإسبان في الجدل والاتهامات، تراقب الرباط المشهد بصمت استراتيجي وثقة وازنة. لا بيانات نارية ولا ردود انفعالية. المغرب ببساطة يفرض الإيقاع: معبر يُفتح، وآخر يُغلق، شاحنات تعود أدراجها، وحسابات تُراجع ببرود خلف الستار.

وفي الوقت الذي تطالب فيه مليلية بفتح معبر حدودي ثانٍ، قد يكون من المفيد تذكير مدريد بأنها رفضت – سابقًا – اقتراحًا مغربيًا بفتح معبر فرخانة مؤقتًا لأربعة أشهر خلال فصل الصيف. يومها ردّت الخارجية الإسبانية بكل ثقة: “لا حاجة لمعبر إضافي في الوقت الراهن”… والآن، ها هي المدينة تصرخ بحثًا عن منفذ، بعد أن أُغلق الباب الوحيد في وجهها!

حقًا، يبدو أن مدريد تُجيد إغلاق الأبواب… ثم تتظاهر بالدهشة عندما تجد نفسها محاصرة داخل الجدران.

09/07/2025

Related Posts