kawalisrif@hotmail.com

منع مفاجئ يُطفئ “الليلة البيضاء للسينما والمواطنة” رغم 12 سنة من الانتظام

منع مفاجئ يُطفئ “الليلة البيضاء للسينما والمواطنة” رغم 12 سنة من الانتظام

لم يُكتب للدورة الثالثة عشرة من اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان أن تنير سماء الرباط كعادتها، بعد أن أوقفت السلطات المحلية في تطور مفاجئ، تنظيم نشاط “الليلة البيضاء للسينما والمواطنة”، رغم كونه حدثاً ثقافياً راسخاً منذ أكثر من عقد، يتم تنظيمه سنوياً بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة وبدعم من مؤسسات مغربية وأوروبية رسمية، بينها المركز السينمائي المغربي، وجامعة محمد الخامس، وهيئات تابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى مؤسسات ثقافية فرنسية وألمانية وإسبانية.

القرار المفاجئ بمنع العرض في الفضاء الخارجي للمكتبة الوطنية، رغم حصول الجمعية المنظمة على رخصة واضحة لهذا الغرض، أثار استياء عميقاً لدى المنظمين. جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان أكدت في بيانها أن طبيعة الحدث تتطلب فضاءً مفتوحاً لعرض الأفلام، وأن التجهيزات التقنية لا يمكن استخدامها في أماكن مغلقة. واعتبرت الجمعية أن القرار يمس بمبدأ المواطنة الثقافية ويُظهر استهتاراً بمجهودات المجتمع المدني، خاصة وأن الإبلاغ بالمنع جاء شفهياً وفي آخر لحظة، رغم أن الجمعية راسلت الجهات المعنية قبل شهر من الموعد.

مصدر من اللجنة التنظيمية أوضح لكواليس الريف أن النشاط لم يكن يحمل أية حساسية، وأن الجمعية لم تُبلغ بأي ملاحظات مسبقة من السلطات، مضيفاً أن ما وقع يُعد سابقة في تاريخ الحدث، الذي كان يُنظم دائماً في أجواء طبيعية وسلمية. المفارقة أن هذه الدورة كانت مخصصة لموضوع “المواطنة”، واستندت في نقاشاتها إلى خطاب لجلالة الملك محمد السادس في يناير 2006 حول المصالحة الوطنية، ما أضفى على المنع طابعاً مثيراً للتساؤل حول جدوى تشجيع المبادرات الثقافية المستقلة.

09/07/2025

Related Posts