تشهد منطقة آيت بوكماز بإقليم أزيلال توتراً اجتماعياً متزايداً يعكس احتقانا عميقا لدى الساكنة جراء التهميش التنموي المستمر الذي تعاني منه المنطقة مقارنة بالجماعات المجاورة التي استفادت من مشاريع بنية تحتية وخدمات أساسية. وفي خطوة تصعيدية، انطلقت، صباح الأربعاء، مسيرة سلمية مشيا على الأقدام نحو مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة، تعبيراً عن فقدان الثقة في آليات الحوار المحلي، خاصة بعد اجتماع “فارغ” جمع بين رئيس جماعة تبانت وعامل الإقليم لم يثمر عن أي التزامات عملية، ما دفع اللجنة التنظيمية للمسيرة إلى رفض محاولات الالتفاف على المطالب الحقيقية.
تتمحور مطالب السكان حول تحسين البنية التحتية الحيوية، وعلى رأسها إصلاح الطرق الجبلية المهمة التي تربط آيت بوكماز بالمراكز الحيوية، والتي تتحول إلى مسالك مغلقة خلال الشتاء بسبب عوامل طبيعية، إلى جانب توفير طبيب دائم في المركز الصحي المحلي، وتوسيع تغطية الهاتف والإنترنت التي لا تزال معدومة في مساحات واسعة، مما يحرم الشباب من فرص التعلم عن بعد والخدمات الرقمية. كما يطالب المحتجون بإنشاء ملعب جماعي، ومركز للتكوين المهني يتناسب مع خصوصيات المنطقة، فضلاً عن بناء مدرسة جماعاتية وسدود لحماية المنطقة من الفيضانات، إلى جانب رفع القيود الإدارية على البناء الناتجة عن غياب تصميم تهيئة يتناسب مع طبيعة المجال الجبلي.
في مواجهة هذا الاحتقان، لم تسفر اللقاءات السابقة، ومنها اجتماع رئيس الجماعة مع عامل الإقليم، عن نتائج ملموسة، ما دفع اللجنة المنظمة إلى تغيير وجهة المسيرة نحو مقر ولاية الجهة كرسالة واضحة إلى صناع القرار الجهوي، مطالبين بفتح حوار جاد على مستوى أعلى. وفي ظل منع السلطات المحلية للمسيرة نحو عمالة الإقليم بحجج أمنية وصحية، أكدت اللجنة التنظيمية تمسكها بالطابع السلمي للتحرك وضرورة تدخل الجهات المختصة لوقف ما وصفته بالتجاهل الممنهج لمنطقتهم داخل السياسات العمومية، في وقت يبقى أهالي آيت بوكماز يصرون على كسر جدار الإقصاء والتنمية المفقودة.
09/07/2025
