تشهد جهة كلميم وادنون حراكاً سياسياً محتدماً خلف الكواليس، تقوده أحزاب الأغلبية الحكومية في سباق محموم لإعادة توزيع مراكز النفوذ الانتخابي، في خطوة توحي بتفكك غير معلن للتحالفات التي شكلت الحكومة الحالية. فبحسب ما علمته “كواليس الريف” من مصادر مطلعة، تجري مفاوضات سرية ومكثفة بين القيادات المحلية لأحزاب الأغلبية، سعياً لاستقطاب وجوه سياسية مؤثرة كانت قد غيرت ولاءاتها في الاستحقاقات السابقة.
ويبدو أن حزب الاستقلال قد بادر إلى قيادة هذه التحركات، واضعاً نصب عينيه إعادة استقطاب شخصيات بارزة سبق أن ترشحت باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، وعلى رأسهم عبد الرحمن الراجي المعروف بـ”صبيو”، أحد أبرز رجال الأعمال بالجهة والمنافس الشرس لعائلة بلفقيه على الزعامة المحلية. كما تتحدث مصادر “كواليس الريف” عن مفاوضات جارية بين الحزب ذاته والبشير التلموذي، الرئيس الأسبق لجماعة مستي، في أفق عودته إلى صفوف الحزب بعد غياب دام ولايتين انتخابيتين.
وفي ظل هذا التحول في موازين القوى، تشير المعطيات إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة هو المرشح الأكبر للخسارة، مع توقعات بهجرة جماعية لعدد من أطره نحو حزبي الاستقلال والأحرار، اللذين يعملان على استرجاع “أبنائهما السياسيين” استعداداً للاستحقاقات المقبلة. هذا التحرك الجهوي ليس معزولاً، بل يندرج ضمن موجة واسعة من إعادة ترتيب الأوراق داخل المشهد الحزبي الوطني، استعداداً لمعركة انتخابية تلوح في الأفق وتعد بإعادة تشكيل التحالفات والتوازنات من جديد.
09/07/2025