kawalisrif@hotmail.com

إسبانيا في لهيب السياسة :   سانشيز يطلق “لا يعني لا” من جديد … ويبرئ نفسه من “إرث فساد” غونزاليس

إسبانيا في لهيب السياسة : سانشيز يطلق “لا يعني لا” من جديد … ويبرئ نفسه من “إرث فساد” غونزاليس

في رسالة واضحة إلى قادة الحزب، حدّد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، موقفه الراسخ ومضى قُدُماً في تأكيد فكرته بأن “لا تعني لا”، مجددًا تأكيده على استقلاليته عن إرث بعض زعماء الحزب السابقين، خصوصًا في ملف الفساد السياسي الذي لاحق الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (PSOE) في عهود سابقة.

خلال مداخلته أمس، وجّه سانشيز حديثه إلى ألبرتو نونيز فيخو، زعيم الحزب الشعبي (PP)، قائلاً:

“إنك، يا فيخو، قاسٍ حتى مع المقربين منك.”

وقد أثارت إشارته إلى فساد فترة فيليبي غونزاليس ، وتركيزه على فضائح بارزة مثل قضية “رولدان” وملف حاكم بنك إسبانيا، ردود فعل قوية، معتبرةً أن سانشيز يضع “فاصلًا” نهائيًا بين حكومته والحرس القديم للحزب.

سانشيز أكد دعمه لحكومات خوسيه لويس رودريغيز ساباطيرو، واعتبر أنه هو وساباطيرو قادا “أنظف حكومتين في تاريخ الديمقراطية”، في تلميح واضح إلى أن زمن غونزاليس لم يكن كذلك. وقال: “كان لغونزاليس إنجازات، لكنه لم يكن نزيهًا تمامًا في ما يخص الفساد.”

يأتي هذا الهجوم بعد سلسلة انتقادات وجهها غونزاليس لسانشيز، خاصة بشأن قانون العفو، الذي وصفه بـ”الفساد السياسي” و”العبث بالقواعد الديمقراطية”. وفي آخر تصريحاته، صرّح غونزاليس بأنه لن يصوّت للحزب ما دام سانشيز على رأسه.

وتأتي هذه المناورة من سانشيز في وقت يسعى فيه فيخو لتشكيل حكومة دون الاعتماد على حزب ڤوكس اليميني المتطرف. ومع أن الأغلبية تبدو مستبعدة، فإن بعض الدوائر اليمينية تعوّل على تفكك داخلي في الحزب الاشتراكي، أو حتى على انسحاب سانشيز من المشهد.

من جهته، يواصل سانشيز استراتيجيته، مبنيًا تحالفات مع اليسار والنزعات القومية، خاصة مع دعم ساباطيرو. بذلك، يتحول “لا” الشهير الذي استخدمه عام 2016 ضد دعم حكومة راخوي، إلى مبدأ سياسي دائم في مسيرته، مدعومًا هذه المرة بإرادة القطيعة مع ماضي غونثالث.

أما حلفاء سانشيز، فلا يزالون إلى جانبه – ولو بحذر – بينما يزداد ڤوكس تطرفًا، ويتحول إلى شوكة في خاصرة اليمين.

10/07/2025

Related Posts