kawalisrif@hotmail.com

“الهم يضحك” :    ترامب يثير الجدل مجددًا ويهنئ رئيس ليبيريا على إتقانه للإنجليزية … رغم أنها لغته الرسمية !

“الهم يضحك” : ترامب يثير الجدل مجددًا ويهنئ رئيس ليبيريا على إتقانه للإنجليزية … رغم أنها لغته الرسمية !

في لقطة محرجة جديدة خلال قمة جمعت خمسة رؤساء أفارقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، أثار الأخير السخرية والاستغراب عندما هنّأ رئيس ليبيريا، جوزيف بواكاي، على “إتقانه المدهش للإنجليزية”، متجاهلًا أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية الوحيدة في ليبيريا. بواكاي، الذي كان الوحيد من بين الوفد الإفريقي الذي خاطب ترامب بالإنجليزية، فوجئ بسؤال الرئيس الأمريكي: “شكرًا، لغتك الإنجليزية رائعة جدًا. أين تعلمت التحدث بها بهذا الشكل؟”، ليرد الرئيس الليبيري بهدوء: “في ليبيريا.” فرد ترامب بدهشة لافتة: “أمر مثير… لغتك جميلة جدًا. لديّ أناس على هذه الطاولة لا يتحدثون الإنجليزية بهذا الشكل!”

الحرج لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أبدى ترامب انزعاجه علنًا من طول مداخلة رئيس موريتانيا، ليقاطعه بإشارة بيده طالبًا منه الاختصار، في تصرف وُصف بأنه غير لائق دبلوماسيًا. وقد أعاد هذا المشهد تسليط الضوء على فقرات حساسة في خلفية الضيوف؛ فجوزيف بواكاي الذي تولى الرئاسة في 2024، درس في جامعة ليبيريا بمونروفيا ثم بجامعة ولاية كنساس الأمريكية، بينما تعتبر ليبيريا ذاتها دولة ذات خصوصية تاريخية، إذ تأسست في القرن التاسع عشر كمستوطنة للعبيد المحررين من الولايات المتحدة، لتصبح أول جمهورية إفريقية مستقلة. عاصمتها مونروفيا تحمل اسم الرئيس الأمريكي جيمس مونرو، وعلمها يحاكي نظيره الأمريكي.

في هذا اللقاء نفسه، دافع ترامب عن قرار إدارته بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، مؤكدًا أن “المساعدات الأجنبية كانت تُهدر وتُستغل”، وأن واشنطن “تعمل على بناء شراكات اقتصادية حقيقية”. إلا أن هذا القرار كان له وقع ثقيل على عدد من الدول الإفريقية، وعلى رأسها ليبيريا، التي كانت تعتمد على المساعدات الأمريكية في دعم نظامها الصحي وتوفير أدوية لعلاج فيروس نقص المناعة. وقد حذرت مجلة The Lancet من أن تقليص المساعدات قد يؤدي إلى أكثر من 14 مليون وفاة يمكن تجنبها بحلول عام 2030.

في المقابل، ربط ترامب توجهاته الجديدة بنظرة استراتيجية لثروات القارة، خصوصًا وأن الدول الخمس المشاركة في القمة – ليبيريا، موريتانيا، السنغال، الغابون، غينيا بيساو – تضم احتياطيات ضخمة من معادن تعتبرها واشنطن ضرورية لأمنها القومي، مثل الليثيوم، المانغانيز، البوكسيت واليورانيوم. وأكد رؤساء هذه الدول انفتاحهم على الاستثمارات الأمريكية، إذ قال رئيس الغابون، بريس أوليغي نغيما: “لسنا دولًا فقيرة. نحن أغنياء بالموارد، لكننا نحتاج إلى شركاء حقيقيين.”

واختُتم اللقاء بتصريحات مثيرة للجدل، حين سُئل القادة الأفارقة عن رأيهم في ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، كما سبق أن اقترح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خلفية وساطة ترامب في اتفاق السلام الأخير بين الكونغو ورواندا. رئيسا موريتانيا والسنغال لم يستبعدا الفكرة، بل لمحا إلى أنه “يستحق” هذا التقدير، ما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والإعلامية.

وهكذا، بين زلات لسان غير محسوبة وقرارات استراتيجية مثيرة، يواصل ترامب خلط السياسة بالاستعراض… والتاريخ بالهفوات.

10/07/2025

Related Posts