kawalisrif@hotmail.com

تاونات تعاني العطش وسط الحر الشديد … بخمسة سدود كبرى والماء لا يصلُ شفاه الساكنة بالإقليم 

تاونات تعاني العطش وسط الحر الشديد … بخمسة سدود كبرى والماء لا يصلُ شفاه الساكنة بالإقليم 

في قلب طبيعة خلّابة، وبين أنهار تتدفق وسدود تُحصى على الأصابع، تختنق دواوير إقليم تاونات بعطش لا يرحم ، عطشٌ لا تُسقيه السماء، ولا يرويه وُعد، ولا تهدّئه الكلمات.

هنا، في قرى تنام على صدى الجفاف وتفيق على صفير البراميل الفارغة، أصبح كأس الماء حلما لا يُنال إلا بعد طابور وانتظار وساعات من الذل تحت شمسٍ تحرق وجوه الصغار والكبار على حد سواء.

“ما لقينا ما نشربو”، ليست مجرد جملة، بل صرخة أطلقها شباب الإقليم، صوتٌ يخترق الجبال ويندفع من حلوق جافة تبحث عن قطرة كريمة من ماء , صرخة مدوية رغم صمت المسؤولين… في إقليم يموت عطشًا فوق أنهار وسدود!

تاونات تتوفر على خمس سدود، نعم… خمسة، ومع ذلك يعاني أهلها من العطش، وكأن المياه مخصصة للتدفق فقط، لا للشرب!

صور الطوابير الطويلة، صفوف البراميل التي تنتظر لحظة الرحمة، مقاطع فيديو تُوثق “هجرة الماء” من حياة السكان، كلها مشاهد لم تعد غريبة… بل صارت واقعًا يوميًا يُبكي الحجر.

في دوار “غرس علي” بجماعة سيدي الحاج امحمد، المشهد بلغ ذروته. براميل تُزاحم بعضها أمام سقاية لا تُفتح إلا مرة في الأسبوع، ولمدة محدودة. عشرات الأسر تتقاسم “رَشّة ماء”، لا تكفي لسد الرمق، ولا تروي ظمأً تراكَم منذ سنوات.
طفل يحمل برميلاً أثقل من جسده، امرأة تتكئ على عصا، شيخ يتصبب عرقاً… كلهم في انتظار قطرة تُبقيهم على قيد الحياة.

أهالي الدواوير المتضررة رفعوا نداءهم للسماء، ثم للسلطات، وأخيرًا… استنجدوا بجلالة الملك، علّ الصوت يصل ويُسمع، وتُنتزع الأزمة من هامش التجاهل إلى صدارة الأولويات.

تاونات لا تحتاج فقط لسقاية، بل لمشروع إنقاذ، لخطة ماء عادلة، لحلول دائمة لا تُسكِت الأزمة مؤقتًا بل تُنهيها من الجذور.

10/07/2025

Related Posts