تشهد الأسواق المغربية هذا الصيف موجة غير مسبوقة من ارتفاع أسعار الفواكه الموسمية، أبرزها البطيخ الأصفر والكرز والخوخ، ما جعلها بعيدة عن متناول شريحة واسعة من المواطنين، خصوصًا مع تزايد الاعتماد على الفواكه لتبريد الجسم وتلبية حاجيات التغذية في ظل موجات الحرارة المتلاحقة. هذا الوضع أثار استياء المستهلكين الذين باتوا يواجهون صعوبات حقيقية في التوفيق بين حاجياتهم اليومية وميزانياتهم المحدودة.
وفي هذا الصدد، أوضح عبد الرزاق الشابي، رئيس جمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، أن الفواكه الموسمية متوفرة بكثرة داخل أسواق الجملة، مشددًا على أن الأسعار بها تظل في حدود المعقول. غير أن الإشكال، حسب تعبيره، يكمن في ما أسماه بـ”الانفلات السعري” الذي تعرفه المراكز التجارية والأسواق النهائية، حيث يُسجَّل تضخيم كبير في الأثمان يفوق أحيانًا ثلاثة أضعاف السعر الأصلي، وذلك في غياب رقابة فعالة من اللجان المختصة ووسط غموض يلف مهام الأقسام الاقتصادية المحلية. وقد رصدت جمعيات مدنية، وفق المتحدث، تفاوتات صارخة في الأسعار ببعض المحلات الكبرى، ما دفعها إلى مراسلة السلطات طلبًا للتدخل العاجل.
ورغم هذا الارتفاع غير المبرر، فإن أسواق الجملة تسجل أسعارًا متفاوتة بحسب جودة المنتج ومصدره. فـ”السويهلة” تُعرض بأسعار بين 1.5 و3 دراهم، والبطيخ الأصفر يبدأ بدرهمين، بينما يتأثر سعر البطيخ الأحمر بتقلبات الطلب الأوروبي. التفاح الصيفي يباع بـ4 إلى 9 دراهم للكيلوغرام رغم هشاشته وسرعة تلفه، أما الكرز والخوخ فتتراوح أثمانهما بين 6 و11 درهمًا حسب الجودة والمنطقة المنتجة. ويؤكد الشابي أن العرض والطلب يظلان المحدد الأبرز للأسعار، داعيًا إلى تنظيم سلاسل التوزيع وحماية القدرة الشرائية للمواطن المغربي.
10/07/2025