kawalisrif@hotmail.com

أثنار الكذاب يفجّر فضيحة سياسية :   شيراك طلب تسليم سبتة ومليلية و “الصحراء” للمغرب !

أثنار الكذاب يفجّر فضيحة سياسية : شيراك طلب تسليم سبتة ومليلية و “الصحراء” للمغرب !

في مشهد يذكّر بهذيان قادة الإمبراطوريات الغابرة، خرج رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، خوسيه ماريا أزنار، بتصريح ناري كشف فيه أن الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك طلب منه، خلال أزمة “جزيرة ليلى” سنة 2002، تسليم سبتة ومليلية، بل وحتى الصحراء، للمغرب!

نعم، سبتة ومليلية، ومعهما الصحراء أيضًا، وكأنها أمتعة دبلوماسية نُسيت في قاعة انتظار مطار التاريخ !

هذه الفضيحة السياسية جاءت ضمن وثائقي جديد بعنوان “بيريخيل: الحرب التي لم تقع”، الذي لم يُفلت فرصة النفخ في جمر أطروحات مدريد العالقة في وهم الإمبراطوريات الغابرة.

وبحسب ما تداولته وسائل الإعلام الإسبانية، فإن أزنار – الذي يبدو أن الحنين إلى أيام المجد الشخصي قد أيقظه فجأة – صرّح بأن فرنسا دعمت المغرب بشكل واضح خلال أزمة “جزيرة ليلى”، وأضاف أن شيراك قال له بالحرف: “الأفضل أن تسلّموا سبتة ومليلية والصحراء للمغرب”.

رد أزنار؟ كلاسيكي بطولي على الطريقة الإسبانية المعتادة: “رفضت بشدة”، واعتبره “تدخلاً غير مقبول في المصالح الاستراتيجية لإسبانيا”، وكأن احتفاظ إسبانيا بمدينتين محتلتين في شمال إفريقيا هو ذروة السيادة والنضج الجيوسياسي!

في الوثائقي نفسه، يقدم أزنار نفسه بلباس “القائد الصنديد”، مذكّرًا بموقف حكومته “الصارم” خلال الأزمة، ومؤكّدًا أن الرسالة كانت واضحة: “إسبانيا لا تتسامح مع أي اعتداء على سيادتها”. لكن ما لم يشر إليه أزنار هو أن تلك السيادة لا تصمد كثيرًا أمام قرارات المغرب التي تُطبَّق فعليًا في المعابر، في الوقت الذي تكتفي فيه مدريد بالمراقبة عن بعد.

وفي الوقت الذي يلتزم فيه الجانب المغربي الصمت، فضّل أزنار الكذاب العودة إلى واجهة المشهد مستحضراً التاريخ وكأن الزمن قد توقف في سنة 1497.

الطريف أن “المصالح الاستراتيجية” التي يتحدث عنها أزنار تواجه اليوم تعليقًا من طرف واحد لمعابر تجارية في سبتة ومليلية، دون تصريح، ودون نقاش، ودون أن تجرؤ مدريد على الرد.

الوثائقي إذًا ليس سوى محاولة يائسة لإعادة رسم رواية قديمة، ولكن بألوان باهتة، في زمن تغيّرت فيه قواعد اللعبة، وباتت المفاتيح في يد الرباط، لا في جيب أزنار ولا في ذاكرة شيراك.

ولعل السؤال الحقيقي ليس لماذا طلب شيراك من أثنار تسليم الثغرين، بل لماذا لم يطلب منه أيضًا تسليم مفاتيح الوهم الإسباني في شمال إفريقيا، وإغلاق كتاب الاستعمار أخيرًا؟

في حين يحلم أزنار وأمثاله بالإمبراطوريات الغابرة، يرد المغرب عمليًا عبر إجراءات وسياسات تصدم “الأوهام الإمبريالية”. والمشهد الأكثر سخرية؟ هو ذلك الصمت الإسباني، أمام قرار الرباط بتعليق المعابر، ومضايقة “الخرس المدني” ليخت ملكي كان يحاول مضايقة الملك محمد السادس في مياهه الإقليمية.

رد المغرب كان واضحًا وصادمًا، وحكيمًا جدًا: لا كلمات ولا بيانات، بل حكمة البحر وصمت أعظم من أي خطاب.
هذه هي الحقيقة التي لا تُحتمل في مدريد: أن قوة القرار والسيادة ليست في المواقف الكلامية أو الوثائقية، بل في من يتحكم بالميدان.

11/07/2025

Related Posts