في مبادرة إنسانية تعبّر عن روح المسؤولية الاجتماعية، نظّمت الجمعية المغربية الكطلانية للتعاون والتنمية، برئاسة السيد لطفي الريحاني البقالي، زيارة إلى سجن “براينز 1” للسيدات بضواحي مدينة مارطوريل، في إقليم كتالونيا بإسبانيا.
الزيارة، التي حملت بُعداً تضامنياً بامتياز، عرفت لقاء أعضاء الجمعية بعدد من السجينات المغربيات، حيث جرى تبادل الحديث معهن في جو يسوده الاحترام والتقدير. ولم تقتصر المبادرة على التواصل الإنساني، بل تم أيضاً رصد بعض الحالات القانونية العالقة، بهدف العمل على تسويتها في أقرب الآجال، بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وفي لفتة تُجسّد معاني التضامن العملي، قامت الجمعية بتوزيع مجموعة من الهدايا والملابس على النزيلات، مساهمةً منها في إدخال البهجة إلى قلوبهن، والتأكيد على أنهن لسن وحيدات في محنتهن.
واختُتم النشاط بتنظيم حفلة شاي رمزية، تخللتها لحظات دافئة من التآزر الإنساني، جمعت السجينات بأعضاء الجمعية في أجواء أخوية ملؤها الود والدعم المعنوي، حيث قُدمت بعض الحلويات وتبادلت الكلمات المشجعة.
وبهذه المناسبة، عبّرت الجمعية المغربية الكطلانية عن امتنانها العميق للسلطات المحلية، ولأطر المؤسسة السجنية، وعلى رأسهم السيدة المديرة، نظير حُسن الاستقبال وكرم الضيافة. كما نوهت بمستوى التعاون الراقي الذي طبع الزيارة، والذي يعكس التفاعل الإيجابي مع المبادرات المواطِنة الداعمة لقضايا الجالية المغربية.
فيما يبقى السؤال معلقاً: أين هي القنصليات من معاناة السجناء المغاربة؟
ورغم المبادرات النبيلة التي تبادر بها جمعيات المجتمع المدني، يظلّ السؤال الجوهري مطروحاً: ما مدى التزام المصالح القنصلية المغربية في أوروبا بواجبها تجاه السجناء المغاربة؟ وهل تقوم فعلياً بزيارتهم، تتبع ملفاتهم القانونية، والدفاع عن حقوقهم داخل المؤسسات السجنية؟
ففي الوقت الذي تتحرك فيه جمعيات تطوعية بإمكانيات محدودة، لا يُلمس في كثير من الأحيان وجود فعلي أو دعم ميداني من القنصليات، التي يُفترض أن تكون صلة وصل بين هؤلاء المواطنين ووطنهم الأم.
هي دعوة مفتوحة للمساءلة، ولإعادة النظر في المقاربة الرسمية لهذا الملف الحساس، الذي يمسّ كرامة فئة من أبناء الوطن، وجدوا أنفسهم خلف القضبان لأسباب متباينة، ويحتاجون على الأقل إلى مرافقة قانونية وإنسانية تحفظ ما تبقى من الأمل والانتماء.
11/07/2025