kawalisrif@hotmail.com

احتجاجات غاضبة في سبتة المحتلة بسبب “امتيازات العبور” لمركبات مغاربة العالم

احتجاجات غاضبة في سبتة المحتلة بسبب “امتيازات العبور” لمركبات مغاربة العالم

شهدت مدينة سبتة المحتلة، يوم الجمعة، أجواء مشحونة بالتوتر، بعد أن أطلق العشرات من السائقين المحليين أبواق سياراتهم بشكل متواصل في معبر “تاراخال”، تعبيرًا عن غضبهم مما وصفوه بـ”تمييز صارخ” لصالح المركبات القادمة من أوروبا ضمن عملية “مرحبا”، مقابل تهميش متزايد للساكنة المحلية التي تجد نفسها عالقة في طوابير لا تنتهي.

المحتجون اعتبروا أن السلطات الإسبانية تعطي الأولوية الكاملة لمرور مركبات الجالية المغربية، وتغضّ الطرف عن معاناة سكان المدينة الذين يتنقلون يوميًا بين سبتة والمغرب لقضاء شؤونهم المعتادة. فبينما تمر السيارات الأوروبية بسلاسة، تبقى المركبات المحلية رهينة الانتظار في ظروف خانقة دون مبرر واضح أو تنظيم منطقي.

وذهب البعض إلى اعتبار هذا الوضع “إقصاءً ممنهجًا”، يُحَوّل حياة السكان إلى اختبار يومي للصبر، بينما تتباهى الجهات الرسمية بنجاح تنظيم عملية عبور دولية، على حساب كرامة سكان المدينة المحتلة.

ورغم النداءات المتكررة بضرورة تخصيص ممرّات منفصلة للساكنة، ما تزال السلطات ترفض اعتماد حلول ملموسة، تاركةً الوضع على حاله كل صيف، بل وأكثر تعقيدًا سنة بعد أخرى. أصوات غاضبة من داخل المدينة اتهمت الجهات المسؤولة بـ”الفشل الإداري”، مطالبة بنظام يحفظ الحد الأدنى من الإنصاف، ويكفل الحق في العبور دون أن يُختزل في مجرد امتياز موسمي مرتبط برقم لوحة السيارة.

ليست هذه الأزمة سوى فصل آخر من مشهد سنوي بات مألوفًا: طوابير خانقة، وشكاوى تتكرر، وأبواق احتجاج لا تجد من يسمعها. ومع اقتراب نهاية يوليوز، الموعد المعتاد لذروة حركة العبور، يتوقع أن يتضاعف الضغط وتشتد الأزمة، وسط عجز واضح عن استباق الكارثة.

وفي نهاية المطاف، يبدو أن أبواق الغضب التي صدحت في تاراخال لم تكن سوى موسيقى صيفية مزعجة، لا تُزعج سوى آذان المحتجين أنفسهم. فقد أثبتت التجربة أن من يملك جوازًا أوروبيًا ووجهة عطلة جنوبية، يمرّ… ومن يملك فقط حق السكن في سبتة المحتلة، عليه أن يعتاد الانتظار وربما يغيّر نغمة بوق سيارته إلى “سلم أولوياتكم أطول من صبرنا”!

11/07/2025

Related Posts