في خطوة تعكس طموح المغرب لترسيخ موقعه في مصاف الدول الرائدة رقمياً، أطلقت السلطات رسميًا مسار الترخيص لتشغيل شبكات الجيل الخامس (5G)، وهو ما يمثل نقطة تحول محورية في تطوير البنى التحتية الرقمية وتعزيز شبكات الاتصال عبر ربوع البلاد.
الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، بصفتها الجهة المنظمة للقطاع، أعلنت فتح باب الترشح أمام الفاعلين الراغبين في الاستثمار في هذه التكنولوجيا المتقدمة، التي يُتوقع أن تُحدث تحولاً عميقًا في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، من الصناعة إلى الصحة والتعليم والخدمات.
وتندرج هذه المبادرة ضمن رؤية استراتيجية تعتمدها الدولة لمواكبة المتغيرات العالمية المتسارعة، وتسعى من خلالها إلى تحسين جودة الخدمات الرقمية، وتحفيز الابتكار، وتعزيز جاذبية الاقتصاد الوطني من خلال رقمنة المرافق وتسهيل الوصول إلى الخدمات، خصوصًا في المناطق النائية.
وقد تم إعداد دفتر تحملات مفصل يحدد الإطار التنظيمي والتقني للمشروع، بما يشمل متطلبات التغطية الجغرافية، ومقاييس جودة الخدمة، ومعايير تقييم العروض. ويمثل هذا الإطار مرجعية لضمان الشفافية والمنافسة العادلة، وتجسيداً لنهج الحكامة الرشيدة في تدبير قطاع استراتيجي.
وتتيح الوكالة للفاعلين المهتمين إمكانية الحصول على الوثائق إما بالحضور المباشر أو عبر المنصة الرقمية، كما يمكنهم تقديم استفسارات تقنية ضمن آجال محددة. وسيتم لاحقًا الإعلان عن الفاعلين المختارين بناءً على معايير محددة سلفًا، ليتم اعتماد نتائج المسطرة رسميًا ونشرها في الجريدة الرسمية.
وتُعد هذه المبادرة دفعة قوية لمسار التحول الرقمي بالمغرب، إذ يُنتظر أن تفتح آفاقًا جديدة أمام الاستثمار والتطوير التكنولوجي، وتُعزز موقع المملكة كقوة إقليمية صاعدة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة.
11/07/2025
