يعيش حزب الاتحاد الاشتراكي بإقليم الناظور لحظة مفصلية، تكاد تختزل كل تناقضات العمل الحزبي بين من اختار طريق النضال والتراكم، ومن يراهن على القفز بالمظلة في زمن لا يحتمل المجازفة.
الشرارة انطلقت، والاحتقان بلغ ذروته، بعد نية ترشيح سليمان أزواغ لنفسه للكتابة الإقليمية، خلال المؤتمر الإقليمي الذي سيعقد الثلاثاء المقبل ، في خطوة اعتبرها مناضلو الحزب استفزازًا مباشرًا لمركز وقوة الاتحاد في السنين الأخيرة بالإقليم ، ولتاريخ طويل من المعارك التي لم يكن فيها أزواغ حاضرًا، لا في الشارع ولا في الميدان، بل بالكاد يُعرف له موقف أو أثر.
في هذا السياق، لا يطرح اسم محمد أبركان كمرشح فقط، بل يعود كـعنوان مناسب للمرحلة، وصوت القواعد الحقيقي، ذلك الذي انتشل الحزب من العدم، وأعاده إلى الخارطة بقوة نتائج لا تُكذّب : مقعد برلماني، حضور جماعي، رئاسة خمسة جماعات ترابية بالإقليم ، التفاف شعبي … كلّها تحققت يوم تولى أبركان القيادة الحزبية .
منذ عودته، لم يعد الاتحاد مجرد شعار قديم يُرفع في المناسبات، بل تحول إلى قوة انتخابية وتنظيمية، ومُنطلق لحلمٍ جماعي بأفق ريفي، يقوده رجل يعرف الإقليم وأهله، ويُتقن لغتهم وآمالهم.
الحديث اليوم عن “مخاطر الانفجار الداخلي” ليس تهويلاً، بل تحذير صادر عن نبض التنظيم. إذ لا أحد مستعد للتفريط بما راكمه الاتحاد في الإقليم . ولا أحد مستعد لرؤية الحزب يتحول إلى محطة عبور لأسماء لا شرعية نضالية لها، ولا جذور حزبية تؤهلها لقيادة المرحلة المقبلة.
أبركان اليوم ليس خيارًا تنظيميًا فقط، بل هو درعٌ سياسي، ورافعة انتخابية، وضمانة استمرار. وهو الاسم الذي تدعمه القواعد ، لا لأنهم يهابون الفراغ، بل لأنهم يعرفون أن من لا ماض له في السياسة ، لن يصنع له مستقبلًا.
ولأن 2026 على الأبواب، فإن الحزب في حاجة إلى عقل سياسي وازن، لا إلى تجربة ارتجالية؛ إلى قائد ميداني، لا إلى واجهة شكلية؛ إلى من يتقن لغة النضال، لا لغة التسوية السهلة.
11/07/2025