في خطوة تعكس تمسّك المدينة بحرية التعبير والرأي، رفضت بلدية برشلونة إزالة رسم لعلم فلسطين، كان قد تمّ رسمه على درجات إحدى السلالم الواقعة في شارع سانتواريو سان خوسيه دي لا مونتانيا بحي لا سالوت، أحد أحياء العاصمة الكتالونية.
وجاء هذا القرار بعد تلقي البلدية طلباً رسمياً من “اتحاد اليهود في إسبانيا”، يدعو إلى إزالة الرسم بزعم أنه “رمز مثير للانقسام” و”لا يليق بالفضاء العام”. الاتحاد طالب بتدخل عاجل لـ”تنظيف” السلالم وإزالة العلم، إلا أن السلطات المحلية رفضت الاستجابة للطلب.
وأكدت مصادر من داخل المجلس البلدي أن الرسم لا يحمل أي طابع عدائي أو خطاب كراهية، ولا يندرج ضمن الأشكال المحظورة قانوناً، مشدّدة على أن الفضاء العام في برشلونة “يجب أن يظل مساحة للتعددية والتعبير السلمي عن المواقف الإنسانية والسياسية”.
ويحظى علم فلسطين في عدد من أحياء برشلونة بحضور رمزي دائم، خاصة في سياق التضامن الشعبي الكتالوني الواسع مع القضية الفلسطينية، والذي ازداد زخماً منذ التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة. فقد شهدت المدينة خلال الأشهر الماضية مظاهرات حاشدة ومسيرات دعم، عبّر خلالها آلاف الكتالونيين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
قرار البلدية يأتي ليؤكد على هذا التوجّه، ويشكّل – في نظر كثير من المتابعين – رسالة سياسية غير مباشرة مفادها أن الأصوات الضاغطة لن تنجح في إسكات التعبيرات الشعبية الحرة، مهما كانت حساسيتها الدبلوماسية.
وفي انتظار رد فعل رسمي من الجهات التي تقدّمت بالطلب، يبقى علم فلسطين مرسوماً على درجات تلك السلالم، شاهداً على مدينة ما زالت تقاوم محاولات تكميم أصوات التضامن والعدالة.
11/07/2025