kawalisrif@hotmail.com

تفكيك أكبر خلية لتهريب المخدرات بين إسبانيا والبرتغال

تفكيك أكبر خلية لتهريب المخدرات بين إسبانيا والبرتغال

نفذت عناصر الحرس المدني الإسباني، بتنسيق مع الشرطة الوطنية البرتغالية، عملية أمنية واسعة النطاق أُطلق عليها اسم “سوندر-رامبا”، استهدفت واحدة من أخطر الشبكات المتخصصة في تهريب المخدرات عبر قوارب سريعة نصف مطاطية تُستخدم لنقل كميات ضخمة من الكوكايين والحشيش من سواحل البرتغال نحو الأراضي الإسبانية، ومنها إلى باقي أوروبا.

العملية التي امتدت بين 7 و11 يوليوز 2025، أسفرت عن اعتقال 64 شخصًا، وحجز أكثر من 36 مليون يورو من الأصول، من بينها 19 قاربًا سريعًا، و40 محركًا، و12 سيارة، وتسع قطع سلاح ناري. كما شملت المداهمات مناطق عدة من إسبانيا والبرتغال، بما فيها مدينة سبتة المحتلة.

المراقبة الأمنية المتواصلة ضمن “الخطة الخاصة لأمن مضيق جبل طارق”، دفعت شبكات التهريب إلى تغيير تكتيكاتها، فبدأت بالتحرك من الجنوب الإسباني نحو نهر غوادِيانا الحدودي مع البرتغال، مستفيدة من تعقيدات التضاريس المائية وتفرعات الأنهار هناك. وتمكنت هذه الشبكات من إنشاء ورشات سرية لصناعة القوارب السريعة في ضواحي لشبونة وستوبال، وذلك لتفادي الحظر القانوني المفروض على هذه الوسائل في إسبانيا.

أظهرت التحقيقات أن الشبكة تضم أفرادًا من الجنسيات الإسبانية والبرتغالية، وتتمتع ببنية تنظيمية متقدمة تُشرف على عمليات التصنيع والتمويل واللوجستيك، وصولًا إلى التنفيذ. وتمكنت السلطات، بين نوفمبر 2023 وأكتوبر 2024، من إجهاض ست عمليات تهريب كبرى، كانت تستهدف إدخال كميات ضخمة من المخدرات عبر قوارب سريعة تنطلق من مصب نهر “تاجو” في البرتغال.

وقد لعب تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الحرس المدني الإسباني والشرطة البرتغالية دورًا حاسمًا في الكشف عن الشبكة، خاصة في تتبّع خطوط الإمداد والرؤوس المدبرة.

أظهرت التحقيقات أن نشاط الشبكة يمتد إلى عدة أقاليم إسبانية من بينها إقليم باداخوز، إشبيلية، قادس، ومدينة سبتة المحتلة، حيث نُفذت مداهمات دقيقة أفضت إلى اعتقالات ومصادرة ممتلكات، ما يُبرز من جديد أهمية سبتة كممر محوري ضمن خرائط التهريب الإقليمية، رغم الحصار الجمركي والإجراءات الأمنية المكثفة في محيطها.

العملية الأمنية كشفت أن الشبكة كانت قادرة على إطلاق ثلاث قوارب تهريب في الليلة الواحدة، وهو ما يعكس درجة عالية من التنظيم والاحترافية، ويُعيد إلى الواجهة السؤال عن قدرة هذه الخلايا على بناء صناعة تهريبية قائمة الذات، بدعم لوجستي وميداني معقّد.

العملية وُصفت بأنها الأكبر من نوعها منذ سنوات في المنطقة الإيبيرية، سواء من حيث عدد المعتقلين أو حجم المضبوطات، وجاءت ثمرة تعاون نادر بين أجهزة الأمن في إسبانيا والبرتغال، وبدعم من آليات التنسيق الأوروبي مثل “يوروجَست”. وقد صدرت سبع مذكرات اعتقال أوروبية، وتجرى متابعة أربع أخرى في إطار المسطرة ذاتها.

ورغم غياب أي إشارة رسمية إلى انطلاق هذه القوارب من السواحل المغربية، إلا أن وجود مدينة سبتة المحتلة ضمن خارطة الضربات الأمنية يُعيد الجدل مجددًا حول الروابط الحدودية غير المعلنة بين هذه الشبكات ومناطق شمال المغرب، خاصة في ظل النشاط المتنامي للهجرة السرية والتهريب بمختلف أشكاله.

11/07/2025

Related Posts