kawalisrif@hotmail.com

سبتة المحتلة… من بوابة عبور إلى بوابة تهريب: محاولة لإدخال 29 كلغ من الحشيش داخل مركبة سكنية “Caravane”

سبتة المحتلة… من بوابة عبور إلى بوابة تهريب: محاولة لإدخال 29 كلغ من الحشيش داخل مركبة سكنية “Caravane”

في خضم عملية “مرحبا” الصيفية، التي تشهد تدفّقاً مكثفاً لمغاربة العالم نحو أرض الوطن، لا تفوّت شبكات التهريب الفرصة لمحاولة تمرير “سمومها” تحت غطاء الزحام. فقد أحبطت السلطات المغربية، على مستوى المعبر الحدودي باب سبتة، محاولة تهريب كمية ضخمة من الحشيش، قُدّرت بـ29 كيلوغراماً، كانت مخبأة بإحكام داخل مركبة سكنية يقودها مواطن هولندي.

العملية، التي جاءت ثمرة تنسيق بين مصالح الجمارك والأمن المغربي، نُفذت بحنكة ميدانية دقيقة، مكّنت من توقيف المشتبه فيه قبل عبوره إلى الثغر المحتل سبتة. وقد كشفت عملية التفتيش عن إخفاء احترافي للمخدرات داخل تجاويف تم تعديلها خصيصاً في هيكل المركبة السكنية.

التحقيقات الأولية التي تباشرها الشرطة القضائية بمدينة تطوان تشير إلى فرضية أن الموقوف ليس سوى “ناقل” ضمن شبكة دولية للاتجار بالمخدرات، تستغل فوضى حركة المرور خلال موسم الصيف لإدخال شحناتها نحو أوروبا انطلاقاً من الثغور المحتلة، وفي مقدمتها سبتة.

وتسعى السلطات الأمنية إلى تحديد مصدر الشحنة، ومسارها المحتمل، وصولاً إلى باقي المتورطين في هذه العملية، التي تنضاف إلى سلسلة من المحاولات التي أُجهضت مؤخراً.

وليست هذه أول مرة يُستغل فيها موسم “مرحبا”، الذي يشهد توافد مئات الآلاف من أبناء الجالية المقيمة بالخارج، في أغراض غير مشروعة. فإلى جانب شحنات الحشيش، تتحدث الأجهزة الأمنية عن محاولات تهريب أموال مشبوهة وأشخاص في أوضاع غير قانونية، في ظل اعتقاد بعض المهربين بأن زحمة الصيف تعني تساهلاً في التفتيش.

إلا أن السلطات المغربية، خصوصاً على مستوى المعابر الحدودية الحساسة كـ”باب سبتة”، كثّفت من إجراءات المراقبة، في إطار خطة أمنية صارمة لتأمين المعبر وضرب الشبكات المتخصصة في التهريب العابر للحدود.

مرة أخرى، تؤكد الوقائع أن سبتة المحتلة، مثل نظيرتها مليلية، تظل “نقطة ضعف” في منظومة الأمن الإقليمي، باعتبارها ثغراً مفتوحاً على البحر الأبيض المتوسط، وتستخدمها بعض الشبكات كممر نحو التراب الأوروبي. وهو ما يدفع السلطات المغربية إلى تشديد الرقابة والتنسيق الاستخباراتي من أجل قطع الطريق على محاولات اختراق الأمن الوطني عبر هذه “الثغرة الاستعمارية” القائمة على الأراضي المغربية.

وفي انتظار كشف المزيد من تفاصيل هذه العملية، يبقى السؤال مطروحاً: كم من مركبة سكنية استطاعت العبور دون أن تُكتشف؟ وكم من “هولندي” آخر يقود نيابةً عن مافيات تتغذى على معاناة المجتمعات وتستثمر في الفوضى؟

11/07/2025

Related Posts