هل يمكن لمدينة تُسوَّق على أنها “الجوهرة الزرقاء” أن تتحوّل في عز الصيف إلى “كومة نفايات مكشوفة”؟ نعم، في المغرب كل شيء ممكن، والسعيدية اليوم المثال الحي على ذلك. شوارع تتقيأ نفايات، حاويات تفيض وتنتشر كأنها طاعون، وسياح يسيرون وسط الروائح وهم يغطّون أنوفهم… والفاعل؟ شركة “أوزون” ومعها مجلس جماعي اختار أن يدفن رأسه في الرمال.
شركة “أوزون” التي يُفترض أنها تقبض من المال العام ما يكفي لتنظيف مدن كاملة، تبدو اليوم كأنها شركة شبح. لا شاحنات، لا تدخلات، لا احترام للدفتر، لا همّ لهم سوى الفوترة نهاية الشهر. هل نحن أمام شركة نظافة؟ أم مقاولة متخصصة في تلويث السمعة البيئية لمدينة كاملة؟ الأسوأ أن المجلس الجماعي يكتفي بدور المتفرّج، صامتًا صمت القبور، وكأن المدينة ليست ضمن مسؤوليته.
فأين هي “المراقبة الجماعية”؟ هل كُتب علينا أن نعيش في مدن لا يُحاسَب فيها أحد؟ كيف لشركة تُخلّ بعقدها أن تستمر دون إنذار أو مساءلة؟ أليست هذه فضيحة بيئية وإدارية بكل المقاييس؟
الساكنة اليوم لا تطالب بشيء خارق: فقط ألا تتحول شوارعهم إلى مكبّات. ألا يخجل المسؤولون حين يرون الزبالة تزاحم المارة؟ ألا يخجلون حين يُشبّه السياح المدينة بمزبلة موسمية؟
الحقيقة أن ما يحدث في السعيدية هو شكل من أشكال العبث الرسمي، فساد بالسكوت، وتواطؤ غير مباشر مع من يستبيحون المال العام مقابل خدمة غير موجودة.
11/07/2025