kawalisrif@hotmail.com

الشيلي تراهن على المغرب كشريك استراتيجي لتوسيع صادراتها الزراعية نحو إفريقيا

الشيلي تراهن على المغرب كشريك استراتيجي لتوسيع صادراتها الزراعية نحو إفريقيا

في خطوة تعكس اهتمامًا متزايدًا من بلدان أمريكا اللاتينية بالانفتاح على شمال إفريقيا، أكد وزير الفلاحة الشيلي، إستيبان فالينثويلا، خلال زيارته للمملكة، أن بلاده تعتزم تعزيز علاقاتها التجارية مع المغرب، لاسيما في قطاع المنتجات الفلاحية والغذائية، الذي يشكل ركيزة أساسية في الاقتصاد التشيلي.

فالينثويلا، الذي ترأس وفدًا رفيع المستوى ضم سفير تشيلي بالمغرب والقنصل الشرفي في الدار البيضاء وممثلين عن كبرى شركات التصدير الفلاحي، عقد سلسلة من اللقاءات المكثفة في كل من الرباط والدار البيضاء مع مستوردين مغاربة للفواكه الطازجة والمجففة والنبيذ. وتم خلال هذه الاجتماعات بحث سبل تجاوز التحديات اللوجستية والصحية التي تعيق تدفق السلع، مع إبداء اهتمام كبير بالدور المحوري للمغرب كبوابة عبور نحو السوق الإفريقية.

ومن بين أبرز محطات الزيارة، الزيارة التقنية لمصنع مجموعة OCP لإنتاج الأسمدة الفوسفاطية، حيث وقفت البعثة التشيلية على التقدم التكنولوجي الكبير الذي حققته المجموعة المغربية في هذا القطاع الحيوي. وأعرب الوزير التشيلي عن اهتمام بلاده بإمكانية الاستفادة من هذه الخبرات لضمان الأمن الغذائي في تشيلي، عبر شراكات مستقبلية.

الوفد زار أيضاً أحد المتاجر الكبرى في العاصمة، حيث لاحظ الحضور تنوّع المنتجات التشيلية المعروضة، من بينها الكيوي والتفاح والنبيذ، وهو ما اعتُبر دليلاً على الطلب المتنامي من طرف المستهلك المغربي على السلع ذات الجودة العالية القادمة من أمريكا الجنوبية.

وفي لقاء رسمي مع نظيره المغربي، أحمد البواري، تم التركيز على تسريع المساطر الصحية المرتبطة بدخول فواكه تشيلية مثل العنب والإجاص والخوخ والكرز إلى السوق المغربية، بما يعزز التنوع الغذائي ويرسخ التعاون الثنائي.

زيارة فالينثويلا للمغرب لا يمكن فصلها عن التحولات الجيو-اقتصادية التي يشهدها العالم، والتي تدفع دول الجنوب إلى بناء تحالفات جديدة مبنية على التكامل والمصالح المشتركة. وفي هذا السياق، يبدو أن سانتياغو تعي جيدًا المكانة المتقدمة التي أصبح المغرب يحتلها كقطب إقليمي في مجالات الزراعة واللوجستيك والتجارة، وهو ما يجعل منه شريكًا مغريًا لكل من يبحث عن التوسع نحو إفريقيا بثقة واستقرار.

وبينما يسعى المغرب لتعزيز تنويع شركائه الاقتصاديين، تأتي هذه الزيارة لتؤكد أن الرباط لم تعد مجرد وجهة دبلوماسية بل منصة استراتيجية تثير اهتمام القوى الصاعدة في نصف الكرة الجنوبي.

11/07/2025

Related Posts