في خطوة جديدة لتعزيز حضوره المالي الأوروبي، ضخّ الملياردير الإسباني أمانثيو أورتيغا — مؤسس «إنديتكس» ومالك سلسلة «زارا» — أكثر من 7 مليارات يورو من الأصول العقارية إلى شركته الفرعية في لوكسمبورغ، عبر شركته الاستثمارية الضخمة «بونتيغاديّا إنفرسيونيس».
وبحسب البيانات المودعة لدى السجل التجاري الإسباني، نقل أورتيغا خلال عام 2024 أصولًا بقيمة 6,1 مليار يورو — تضم ممتلكات عقارية منتشرة في دول مثل إيطاليا، أيرلندا وهولندا — إلى شركة «بونتيغاديّا لوكسمبورغ» التي أسسها مطلع العام الماضي بهدف تركيز إدارته العقارية الأوروبية تحت سقف واحد، باستثناء الأصول الإسبانية والبريطانية التي ظلت خارج هذا الترتيب.
إضافةً إلى ذلك، حوّلت المجموعة نحو 897 مليون يورو نقدًا إلى الذراع اللوكسمبورغية، لتمويل صفقات شراء جديدة تستهدف أسواقًا أوروبية استراتيجية. وقد استحوذت المجموعة في العام الماضي على عدة مبانٍ مكتبية في لوكسمبورغ منها مقر يشغله مكتب «كليفورد تشانس» للمحاماة، وأصول أخرى في قلب العاصمة اللوكسمبورغية تجاوزت قيمتها الإجمالية 320 مليون يورو.
هذا التحرك ينسجم مع استراتيجية أورتيغا لتقوية محفظته العقارية حول العالم، إذ أنهى «بونتيغاديّا إنفرسيونيس» عام 2024 بإيرادات موحدة بلغت قرابة 39,4 مليار يورو، بزيادة تجاوزت 7% مقارنة بالعام السابق، مع أرباح صافية قاربت 5,9 مليار يورو، منها حوالي 2,9 مليار عائدة بشكل مباشر إلى مساهماته الضخمة في «إنديتكس».
الهيكلة الجديدة شملت كذلك تغييرًا في إدارة «الفاميلي أوفيس» الضخم لأورتيغا: حيث سلّم الرئيس التنفيذي روبيرتو سيبيرا جزءًا من صلاحياته التنفيذية إلى باتريثيا ألونزو التي أصبحت مسؤولة عن إدارة الاستثمارات عالميًا، بينما أُسندت إدارة الأنشطة العقارية في أوروبا القارية إلى أدريان غوميث بومبو الذي يقود حاليًا المقر الرئيسي في لوكسمبورغ.
ولم تتوقف شهية أورتيغا عند لوكسمبورغ، فقد سجل عام 2024 سلسلة استحواذات نوعية شملت فندقًا فخمًا في باريس بقيمة 97 مليون يورو، إضافةً إلى عقارات مكتبية واستثمارات لوجستية في ألمانيا وإيطاليا وهولندا بأرقام تجاوزت مئات الملايين.
هذه الخطوات توضح بجلاء أن إمبراطور الموضة لا يكتفي بأرباح التجزئة، بل ينسج شبكة عقارية واسعة تطال أهم عواصم المال الأوروبية، ليظل اسمه حاضرًا في تقارير الأرباح ومؤشرات أسواق العقار عامًا بعد عام.
12/07/2025
