في خطوة جديدة تعبّر عن غضب الشارع المحلي في مدينة سبتة المحتلة، وجّهت حركة «سيوتا يا!» رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، طالبته فيها بوقف فوري لشحنة ضخمة من الفولاذ كانت في طريقها إلى إسرائيل. الشحنة – المكونة من 40 دفعة من الفولاذ المصنع لدى شركة «سيدينور» الباسكية – تنتظر في ميناء برشلونة الإذن بالإبحار نحو تل أبيب، رغم تعهد الشركة سابقًا بإنهاء جميع تعاملاتها مع ما وصفته الحركة بـ«الكيان الصهيوني».
وجاءت هذه الرسالة مدعومة بموقف حركة المقاطعة الدولية BDS، التي تكشف باستمرار قنوات الدعم غير المعلنة لإسرائيل من داخل أوروبا. المغربي محمد مصطفى، الأمين العام للحركة، شدّد في رسالته على أن حكومة سانشيز لا تفعل شيئًا ملموسًا «لوقف المجزرة المستمرة بحق الفلسطينيين»، مؤكّدًا أن «البيانات وحدها لم تعد كافية».
ولم تكتفِ «سيوتا يا!» بالمطالبة بوقف الشحنة فحسب، بل طالبت أيضًا بفرض حظر شامل على تصدير أي نوع من الأسلحة لإسرائيل، معتبرةً أن أي استمرار في التعامل التجاري معها هو تواطؤ مباشر في «جريمة تُرتكب أمام أنظار العالم بأسره».
وأشار مصطفى إلى «تناقض الخطاب الرسمي»، مُذكّرًا سانشيز بأن التضامن مع الضحايا لا يعني شيئًا إذا كان يرافقه تزويد الجلادين بما يحتاجونه «لمواصلة القتل». وختم قائلاً: «لا يمكن لإسبانيا أن تبقى طرفًا في هذه الجريمة ضد الإنسانية».
ما زاد من استفزاز الحركة أن الشركة الموردة للفولاذ سبق أن أعلنت، تحت ضغط حملات المقاطعة، عن قطع علاقاتها مع إسرائيل. ومع ذلك، تكشف الشحنة الراسية حاليًا في ميناء برشلونة أن «الوعود لم تكن سوى حبر على ورق».
لذلك طالبت «سيوتا يا!» الحكومة الإسبانية بـ«تحمّل مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية» ووقف أي تصدير من هذا النوع انطلاقًا من السواحل الإسبانية.
رسالة «سيوتا يا!» هي تذكير جديد بأن الشارع المحلي – في سبتة وغيرها – يراقب كل شحنة وكل صفقة، ويطالب مدريد بأن يكون خطابها السياسي منسجمًا مع أفعالها على الأرض… وإلا فإن التاريخ لن يغفر لتجار الحروب صمتهم أو تواطؤهم.
12/07/2025