kawalisrif@hotmail.com

فيديو :   بدء هدم دار الثقافة التاريخية التي باعها صعاليك الناظور قبل سنوات … ذاكرة المدينة المملوكة للدولة سرقت تحت تأثير الجعة في مزاد رخيص !

فيديو : بدء هدم دار الثقافة التاريخية التي باعها صعاليك الناظور قبل سنوات … ذاكرة المدينة المملوكة للدولة سرقت تحت تأثير الجعة في مزاد رخيص !

ها هم صعاليك الناظور – ولا أجد وصفًا ألطف – يضيفون إلى سجل خيباتهم فصلاً جديدًا من العبث: مجزرة عقارية ارتُكبت بدم بارد في حق واحدة من آخر حانات المدينة الثقافية، تلك البناية الكولونيالية التي حملت يومًا ذاكرة لقاءات نخبة زمن الحماية الإسبانية، حيث كانت ملتقى الأدباء والمفكرين ورجال القانون والتجارة الذين أسّسوا لما تبقى من صورة «مدينة» في هذا الركن المنسي من الشمال.

لكن ماذا بقي من إرثٍ حين يتحالف التهاون مع الجشع؟

باعها «سيكرو» الناظور الجديد – المحامون والتجار وجمعية القنص والصيد بالناظور «كازا-بيسكا» – بثمن بخس، وكأنها خردة لا تساوي إلا ما يملأ الجيوب القريبة.

المالك الحالي لم يجد عناءً في التحايل، فقد وجد أمامه جمعية مسيرة «سابقًا» أنهكها النوم والتواطؤ. ولما دنت ساعة الحسم، كان الدفاع حاضرًا ليُمرّر النتيجة وكأنه يمرّر كيسًا سمينًا تحت الطاولة.

ووسط هذه الفضيحة الصامتة، يحق لنا أن نسأل: أين كانت جماعة الناظور؟ المالك الأصلي للمكان ، أين اختفت وكالة مارتشيكا التي تدّعي قيادة مشاريع «التهيئة» و«التثمين»؟ كيف مرّت هذه الجريمة دون أن يُدرج هذا الفضاء الثقافي ضمن تصميم التهيئة كمعلمة تستحق الحماية؟

كان يكفي الاعتراف بقيمته وإعلانه بنايةً ثقافية أو تصنيفه ضمن التراث الوطني حتى يُحفظ من شهية سماسرة العقار. لكن يبدو أن «التصميم» الوحيد الذي اشتغلوا عليه هو تصميم الصفقات.

وهكذا، انهارت جدران الذاكرة أمام شهوة الربح السريع. اختفى النادي الذي احتضن عروضًا سينمائية نادرة وأمسيات شعرية لا تُقدّر بثمن، وتحوّل إلى قصة تلوكها الأفواه في المقاهي: «باعوها! خذلوها!».

أما الناظوري البسيط، فلم يعد له سوى أن يقلب كفيه حسرةً ويحصي بيوت الطوب الإسمنتي التي ستُقام فوق الأطلال. فلا فن هنا بعد اليوم، ولا نادي، ولا حانة ثقافية، فقط عمارات «تشبه بعضها» وأرواح فارغة مثل الجدران.

فلتسقط الثقافة ولتحيا الصفقات ! أليس هذا هو الشعار غير المعلن لصعاليك المدينة وعرّابي «التهيئة» ؟!

ولأصحاب القرار نقول : لا تقلقوا، فلا أحد سيطالبكم بإعادة الحانة الثقافية ومسرحها أو تسجيلها ضمن التراث الوطني… فقط أبقوا لنا مكانًا صغيرًا نعلّق فيه صوركم ونكتب أسفلها: «هنا مرّوا… فتركوا الخراب» !

12/07/2025

Related Posts