kawalisrif@hotmail.com

فيديو :     رئيس قسم المنازعات بإدارة الجمارك يجيب على كل ما يتعلق بهموم وأسئلة الجالية

فيديو : رئيس قسم المنازعات بإدارة الجمارك يجيب على كل ما يتعلق بهموم وأسئلة الجالية

في قلب صيف العودة، حين تشتدّ حرارة الشمس وتتراكم أعصاب الانتظار عند المعابر الحدودية، جاء برنامج “سناء والناس” على القناة الثانية ليُشعل حرارةً أخرى، ولكن هذه المرّة داخل بلاطو تلفزيوني مفتوح على أسئلة الجالية وهمومها المزمنة مع الإدارة الجمركية.

في حلقة جريئة بُثّت مساء الجمعة 11 يوليوز، خُصّص النقاش لموضوع شائك طالما أثار توترًا في العلاقة بين مغاربة المهجر ومؤسسات الدولة: إجراءات التعشير الجمركي، وتعقيدات العبور، وشروط الاستفادة من الإعفاءات.

البرنامج، الذي اعتُبر خطوة غير مسبوقة في الإعلام العمومي، جمع بين شهادات صريحة من مغاربة العالم في الميدان، ومواجهة مباشرة بين الصحافة والإدارة، حضرها مسؤول بارز من داخل المؤسسة الجمركية.

وفي لحظة انتظار طويل لردود واضحة، كان الحضور البارز في الحلقة من نصيب السيد سعيد أو لعربي، رئيس قسم المنازعات بإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، والذي اختار لغة الصراحة بدل التمويه، والتبسيط بدل المصطلحات القانونية المعقدة.

وقد أبان أولعربي عن حضور مهني رصين، مستندًا إلى رصيد من الخبرة والتجربة داخل الإدارة، مكّنته من تقديم إجابات دقيقة ومباشرة تُترجم وعيًا بمطالب مغاربة العالم وخصوصية أوضاعهم.

من أبرز الرسائل التي حملتها مداخلته:

-رفع سقف الإعفاءات الجمركية من 20.000 إلى 25.000 درهم للهدايا والمشتريات، استجابةً لمطالب الجالية في ظل ارتفاع تكاليف العبور.

-إلغاء شرط شهادة الإقامة القنصلية بالنسبة للمتقاعدين، وتعويضها بأي وثيقة تثبت الإقامة بالخارج خلال العشر سنوات الأخيرة.

-تبسيط المساطر، وإلغاء عدد من الوثائق التي لم تعد مبرّرة، في سعي لجعل التجربة الجمركية أكثر سلاسة ووضوحًا.

وأكد أولعربي أن الهدف المركزي من هذه الإصلاحات هو ترسيخ الثقة بين الجالية ومؤسسات الوطن، وتحقيق توازن بين التبسيط الإداري وحماية الحقوق.

البرنامج لم يكتفِ بالحوار داخل الاستوديو، بل أنجز ريبورتاجات ميدانية من وجدة، طنجة، والحسيمة، حيث التقت كاميرا القناة بمواطنين عائدين إلى أرض الوطن، عبّروا بصراحة عن استيائهم من تعقيدات الإجراءات، وضبابية المساطر، والوقت الطويل المستهلك في العبور.

الـميكرو تريتوار، كما قدّمه البرنامج، لم يكن مجرد استطلاع، بل شكّل لحظة مساءلة حقيقية، عبّر فيها المواطنون عن وعي حقوقي متزايد، واستعداد لمواجهة ما يعتبرونه عراقيل إدارية غير مبرّرة.

رغم أن الحلقة جاءت ضمن سلسلة أسبوعية، فإن كثيرين رأوا فيها نموذجًا لإعلام مساءِل ومؤسسة عمومية مستعدة للانفتاح. فالمواجهة لم تكن شكلية، والحوار لم يكتفِ بالتبرير، بل حمل رسائل إصلاح حقيقية.

واعتبر عدد من المتابعين أن صوت مغاربة العالم لا يجب أن يُسمع فقط في صيف العودة، بل ينبغي أن يكون شريكًا دائمًا في تقييم الأداء الإداري وصياغة السياسات العمومية.

وبينما لن تغيّر هذه الحلقة وحدها واقع المنافذ الجمركية، فإنها شكّلت لحظة فارقة في العلاقة بين الجالية ومؤسسات الدولة، قد تؤسس لمسار جديد من المحاسبة، والإنصات، وتصحيح الأعطاب والبيروقراطية.

12/07/2025

Related Posts