في حادثة غريبة وغير مسبوقة، عادت قضية رجل هولندي إلى الواجهة بعد أن اكتشفت السلطات أنه لا يزال حيًا يُرزق، رغم تسجيل وفاته رسميًا منذ خمسة عشر عامًا .
الواقعة التي شهدتها مدينة خرونينغن الهولندية، قلبت الطاولة على النظام الإداري وأثارت موجة من التساؤلات القانونية والاجتماعية حول مصير وثائق الأحوال المدنية ودقة مساطر تسجيل الوفاة.
تعود تفاصيل القصة إلى عام 2010، حينما أبلغت زوجة الرجل السابقة عن اختفائه بعيد انفصالهما، وقبلت المحكمة روايتها، لتقوم البلدية بإصدار شهادة وفاة رسمية. منذ ذلك التاريخ، ظل الرجل ميتًا “إداريًا”، مما ترتّب عليه اختفاؤه من جميع السجلات الرسمية.
غير أن الواقع كان مغايرًا تمامًا، فقد تبيّن مؤخرًا أن الرجل، البالغ من العمر الآن 70 عامًا، كان يعيش بهدوء بعيدًا عن الأنظار برفقة شريكته الجديدة، في عزلة تامة دامت سنوات طويلة، بعيدًا عن أعين السلطات.
ووفقًا لما نشرته صحيفة “داخبلاد فان هيت نوردن”، فإن الرجل لم يكن يدفع أي ضرائب أو أقساط تأمين صحي، كما لم يتقاضَ أي معاش تقاعدي أو يستفيد من خدمات الدولة. ورغم غيابه الكامل عن المنظومة الإدارية، لم تتمكن السلطات من رصد وجوده طوال تلك الفترة.
ووصفت محكمة شمال هولندا هذه الحالة بأنها “فريدة من نوعها”، مؤكدة أنها لم تصادف واقعة مماثلة من قبل. وقد أعربت المحكمة عن دهشتها من اكتشاف أن الرجل لا يزال حيًا، وأكدت أنها ستعمل على تسوية وضعيته القانونية وإعادته إلى سجل الأحياء في أسرع وقت، خاصة وأن دلائل الحياة كانت واضحة منذ أبريل الماضي.
لأسباب تتعلق بالخصوصية، رفضت بلدية خرونينغن الكشف عن تفاصيل اكتشاف أن الرجل لا يزال حيًا. وأفادت مصادر لصحيفة “داخبلاد فان هيت نوردن” أن الشرطة كانت الجهة الأولى التي أبلغت عن الواقعة، بينما صرّح متحدث باسم البلدية لصحيفة “Nu.nl” بأنهم علموا بالقصة من خلال وكالة أخرى.
12/07/2025