kawalisrif@hotmail.com

صحف إسبانية شهيرة ك “ماركا” تخرج بكذبة بهدف التشويش على المغرب … “مدريد تحتضن نهائي مونديال 2030” ؟

صحف إسبانية شهيرة ك “ماركا” تخرج بكذبة بهدف التشويش على المغرب … “مدريد تحتضن نهائي مونديال 2030” ؟

مدريد تُمسك الميكروفون … والمغرب يُمسك البطولة

في مشهد يُشبه من يلتقط صورة مع الكعكة قبل أن تُخبز، انفجرت الصحافة الإسبانية بعناوين مبتهجة عقب تداول أخبار غير رسمية وكاذبة عن منح ملعب سانتياغو برنابيو شرف احتضان نهائي كأس العالم 2030. من صحيفة “ماركا” إلى القنوات الوطنية، انتشى الإعلام المحلي بهذا “السبق” وكأنه نصر استراتيجي، بينما الحقيقة – كما يعلمها أهل البيت الكروي – أن الفيفا لم تُعلن بعد أي قرار رسمي بشأن النهائي، وكل ما جرى لا يتعدى حملة ضغط منسّقة، تحاول مدريد من خلالها فرض الأمر الواقع قبل أن يُحسم الأمر واقعيًا.

في المقابل، جاء الرد المغربي هادئًا، واثقًا، وساخرًا. عنوان محلي لافت اختصر كل شيء: “المغرب عاصمة المونديال… والبقية يتهافتون على صورة مع النهائي!”، في إشارة ذكية إلى الفارق بين من يصنع البطولة، ومن يبحث عن لحظة مجد تلفزيونية عند صافرة النهاية.

فما تعيشه الساحة اليوم ليس سوى فصول من مزاحمة رمزية مُتأخرة تحاول من خلالها إسبانيا تعويض فقدانها للمبادرة الكروية في ملف ثلاثي ما كان ليُقبل أساسًا دون بصمة مغربية. فبينما يتسابق بعض السياسيين الإسبان لالتقاط الصورة المثالية في البرنابيو، يواصل المغرب بصمتٍ عمله الهادئ على الأرض: تعبئة ديبلوماسية، تثبيت تحالفات داخل الفيفا، وتأكيد على مبادئ التوازن الجغرافي وتكافؤ الأدوار بين أعضاء الملف الثلاثي.

وبين “صراخ إعلامي” هنا و”صمت استراتيجي” هناك، يظهر من يملك أوراق اللعبة الحقيقية. فالمغرب لا يحتاج إلى تهليل، لأن حضوره راسخ: البنية التحتية جاهزة، الملاعب بمقاييس عالمية، والمطارات والفنادق والخدمات في أعلى جاهزيتها. والأهم، أن الملف الثلاثي نفسه وُلد في لحظة كان فيها المغرب هو الخيط الناظم، والمُنقذ من فشل وشيك.

حتى إذا تحقق لإسبانيا ما تتمنّى، وبات البرنابيو مسرحًا للنهائي – وهو ما لم يُقرّر بعد – فالمغرب لا يخسر شيئًا، لأنه يستضيف قلب البطولة. والفرق جوهري بين من يُشعل ليلة واحدة، ومن يُضيء شهور المونديال.

ففي طنجة والدار البيضاء ومراكش وأكادير، سيكون جمهور العالم على موعد مع كرة حقيقية، وتاريخ يُكتب بمداد مغربي. هناك تُلعب المباريات، وتُبنى الذكريات، وتنبض المدن بالحياة. أما في مدريد، فقد تُزيّن الستارة الختامية… لكنها لن تكون العرض كله.

اليوم، تتجلى مفارقة سياسية–رياضية عجيبة: إسبانيا تصرخ… المغرب يشتغل. مدريد ترفع الميكروفون… الرباط تُمسك بزمام البطولة. إعلام يبحث عن العناوين… وأرض تكتب التاريخ.

وفي الانتظار، لا بد من تذكير من استعجل الختام :
كأس العالم ليست من يلتقط الصورة الأخيرة… بل من يصنع المشهد من البداية حتى النهاية.

 

12/07/2025

Related Posts