أثار فيديو نشره مصري المعروف باسم «هاجاجوفيتش» والذي يصنف نفسه “رحالة” موجة من الاستياء العارم في الأوساط المغربية، بعدما صوّر نفسه عند حدود مدينة سبتة المحتلة شارحًا لمتابعيه «أسهل طريقة» لعبور الحدود وطلب اللجوء داخل المدينة الواقعة تحت السيطرة الإسبانية شمال المغرب.
الفيديو، الذي انتشر عبر منصة تيكتوك، وصف فيه هجاجوفيتش العملية بأنها «أسهل شيء في العالم»، حيث أوضح بالعامية العربية أنه يكفي الوقوف عند الحدود بين المغرب وسبتة دون الحاجة لعبور البحر أو حمل تأشيرة شنغن، ليتمكن الشخص من التقدّم بطلب حماية دولية بمجرد تجاوزه بضعة أمتار نحو الجانب الإسباني.
وسائل إعلام اتهمت “الرحّالة” المصري بالترويج للهجرة غير القانونية وتشجيع الشباب على خوض مغامرات محفوفة بالمخاطر. واعتبر موقع tanja7 المغربي أن هذا المحتوى «تحريضي» ويعطي صورة مضلّلة عن سهولة التسلل إلى أوروبا عبر الثغور المحتلة.
وأضاف هجاجوفيتش في مقطعه المصوّر أن «هذه المنطقة غريبة جدًا، فأنت تقف في إفريقيا لكن على بعد متر واحد تصبح داخل الاتحاد الأوروبي»، مشيرًا إلى الفارق القانوني الهائل بين جانبي الحدود. وواصل حديثه قائلًا: «أنت هنا في المغرب، وخطوة واحدة تضعك في إسبانيا، في الاتحاد الأوروبي، رغم أنك لم تغادر إفريقيا فعليًا».
انتشرت مقاطع الفيديو سريعًا وسط جدل واسع بين مستخدمين رأوا أن من يوصف ب “الرحّالة” لا يدرك خطورة دعوته، وآخرين طالبوا باتخاذ إجراءات ضد هذه التوجيهات التي قد تغري بعض الشباب بالمجازفة.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد لعبت دورًا مهمًا في السنوات الأخيرة في موجات هجرة متفرّقة نحو سبتة ومليلية المحتلتين، إذ استُخدمت بعض الحسابات لتبادل «نصائح» لعبور الحدود أو الالتفاف على القيود القانونية.
وفي مواجهة هذا النوع من المحتوى، سبق أن أطلقت السلطات المغربية حملات لرصد الحسابات التي تحرّض على الهجرة غير القانونية أو تروّج لها عبر تطبيقات التواصل. من جهته، ردّ هجاجوفيتش على الانتقادات بوصف منتقديه بأنهم «أعداء النجاح».
تُعدّ سبتة واحدة من النقاط الساخنة للهجرة السرية نحو أوروبا، إذ تعتبرها إسبانيا «مدينة ذات سيادة» بينما يطالب المغرب باستعادتها، شأنها شأن مليلية. وبسبب وضعها الجغرافي والسياسي الفريد، تتحوّل حدودها إلى مسرح متكرر لمحاولات التسلل الجماعي والفردي، وسط صمت رسمي غالبًا ما يخفي توترًا دبلوماسيًا مكتومًا بين الرباط ومدريد .
12/07/2025