حذرت حكومة غزة، أمس السبت، من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة مئات آلاف الأطفال، مؤكدة أن نحو 650 ألف طفل دون سن الخامسة مهددون بالموت جوعاً نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع منذ أكثر من أربعة أشهر.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان رسمي إن القطاع يعيش “واقعاً إنسانياً مفجعاً”، مشيراً إلى أن 133 يوماً من الإغلاق الكامل للمعابر فاقم خطر المجاعة إلى مستويات غير مسبوقة، وسط ما وصفه بـ”صمت دولي مخزٍ” وغياب أي تحرك فعال لوقف الكارثة.
ويأتي هذا التحذير في سياق حرب الإبادة الجماعية التي تواصلها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مدعومة بشكل علني من الولايات المتحدة، والتي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 195 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 10 آلاف مفقود، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين.
وأكد البيان أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخال الطحين، حليب الأطفال، المكملات الغذائية والطبية، في ما وصفه بأنها “واحدة من أشد جرائم الحصار الجماعي في العصر الحديث”، لافتاً إلى أن أكثر من 1.25 مليون فلسطيني يعيشون حالياً في غزة تحت خط الجوع الكارثي، بينما يعاني 96% من السكان من انعدام حاد للأمن الغذائي.
كما وثّقت الجهات الصحية والحقوقية في غزة عشرات الوفيات خلال الأيام الثلاثة الماضية، بسبب النقص الحاد في الغذاء والمكملات العلاجية، مشيرة إلى أن المجاعة لا تميز بين رضيع ومسن، ولا تترك للناجين من القصف سوى الموت البطيء.
واتهم المكتب الحكومي عدداً من الدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا، والمملكة المتحدة، بالمشاركة في الجريمة من خلال دعمها للاحتلال أو صمتها المتواطئ، مؤكداً أن هذه الدول تتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية كاملة عن نتائج ما يحدث.
ودعا البيان المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، إلى تحرك فوري لكسر الحصار، مطالباً بإدخال الغذاء والدواء والوقود بشكل عاجل، وإنقاذ الفلسطينيين من مجاعة تفتك بما عجزت عنه آلة الحرب.
13/07/2025