kawalisrif@hotmail.com

حداد :    تعليق المعابر مع إسبانيا إجراء مؤقت وتنظيمي ولا خلفيات سياسية له

حداد : تعليق المعابر مع إسبانيا إجراء مؤقت وتنظيمي ولا خلفيات سياسية له

في خضم التفاعلات الإعلامية والسياسية التي أثيرت مؤخرًا في إسبانيا، بشأن القرار المغربي القاضي بتعليق الأنشطة التجارية مؤقتًا عبر المعابر الحدودية لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، خرجت أصوات مغربية رسمية لتوضح خلفيات هذا الإجراء، وتنفي عنه أية دلالات سياسية أو نوايا تصعيدية، في ظل ما اعتبره بعض المتتبعين الإسبان قرارًا “أحاديًا” من طرف الرباط.

وتداولت بعض وسائل الإعلام الإسبانية، وأوساط حزبية معينة، هذا القرار بتأويلات سياسية غير دقيقة، ربطتها بالمواقف المتباينة مؤخرًا بين مدريد والرباط في بعض الملفات الحساسة، ولا سيما قضية الصحراء المغربية.

وفي هذا السياق، خرج البرلماني المغربي لحسن حداد، عضو مجلس المستشارين، بتوضيحات رسمية عبر حسابه على منصة “إكس”، شدد فيها على أن قرار تعليق الحركة التجارية لا يحمل في طياته أي طابع انتقامي أو موقف سياسي مستتر، بل يندرج ضمن ترتيبات لوجستيكية وتنظيمية معروفة ومُتفق عليها مسبقًا بين الحكومتين المغربية والإسبانية، وخاصة خلال فترات الذروة المرتبطة بعملية عبور المغاربة المقيمين بالخارج، التي تشهد سنويًا ضغطًا كبيرًا على المعابر الحدودية والموارد البشرية العاملة بها.

وأوضح حداد أن التفاهمات الثنائية بين الرباط ومدريد، والتي تم تعزيزها بخارطة الطريق المشتركة منذ أبريل 2022، تنص صراحة على إمكانية تكييف أو تعليق حركة السلع مؤقتًا وفقًا للظروف التنظيمية والأمنية، بما يضمن انسيابية تنقل الأشخاص والبضائع في أفضل الظروف الممكنة.

واستشهد في هذا السياق بمذكرة رسمية صادرة عن وزارة الخارجية الإسبانية بتاريخ 8 يوليوز 2025، التي أكدت أن مثل هذه الإجراءات تدخل ضمن التنسيق الثنائي المتفق عليه، ولا تشكل أي خرق للاتفاقيات أو خروج عن منطق التشاور المستمر الذي يطبع العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة.

وفي معرض رده على بعض التلميحات التي ربطت توقيت القرار المغربي بأنه عقاب، أو بمحاولة الرباط الرد بشكل غير مباشر على بعض التصريحات السياسية الصادرة عن أحزاب معارضة للحكومة الإسبانية الحالية بشأن ملف الصحراء، شدد حداد على أن هذه التأويلات “مفتعلة” ولا تستند إلى وقائع موضوعية.

واعتبر أن هناك من يسعى إلى افتعال أزمة وهمية، وتحويل إجراء تقني إلى ملف سياسي لأغراض داخلية في إسبانيا، رغم أن اللحظة تقتضي التركيز على تعزيز الثقة وتوسيع مجالات التعاون بين الجانبين.

مؤكدا أن هذه الأطراف عليها الاعتذار للشعبين الإسباني والمغربي عن تأجيجهم لروايات كاذبة.

وبهذا يمكن الاعتبار أن محاولات تصوير هذا الإجراء كأنه قرار عقابي أو أزمة دبلوماسية مصطنعة لا تخدم سوى أجندات متجاوزة، ولا تواكب الدينامية الإيجابية التي يعرفها مسار العلاقات بين الرباط ومدريد.

كواليس الريف:    متابعة

13/07/2025

Related Posts