الناظور – كواليس الريف :
شهدت الناظور، اليوم الأحد، فضيحة توظيف مدوية، تتعلق بمباراة انتقاء تقنيين بجماعات ترابية تابعة للإقليم، جرى الترويج لها باعتبارها “نموذجًا للنزاهة وتكافؤ الفرص”، قبل أن تتكشف معطيات مثيرة جدا تفيد بوجود تدخلات ووساطات وعمليات رشوة طالت أطوار المباراة منذ بداياتها.
وبحسب مصدر جد موثوق لجريدة “كواليس الريف” ، فإن عدداً من رؤساء الجماعات، ووسطاء نافذين، ومقاولين ، تدخلوا مباشرة لدى مسؤولين داخل العمالة، ( والتي يتولاها عامل إقليم يعد من أنزه وأكفأ الأطر بوزارة الداخلية ) ، وذلك من أجل تمرير مرشحين محسوبين عليهم، قدر المصدر تعدادهم ب 54 مرشحا ، مقابل مبالغ مالية وإغراءات مختلفة.
ووفق ذات المصدر الموقوق ، فإن رئيس قسم الجماعات المحلية بعمالة الناظور، “جبور”، كان في قلب الاتصالات المشبوهة، وتعرض لمحاولات تأثير من أطراف داخل وخارج الإقليم، خاصة من مدينة وجدة، قصد توجيه نتائج المباراة لصالح أسماء بعينها ، وكذلك الشأن لرئيس قسم الموظفين ، ولو بشكل أقل .
المباراة، التي أجريت يومه الأحد 13 يوليوز الجاري بكلية سلوان التابعة لجامعة محمد الأول، عرفت مشاركة 455 مرشحًا، يتنافسون على 130 منصبًا تقنيا في تخصصات الهندسة المدنية والمعلوميات وغيرهما … وقد تم تأجيلها سابقًا، بعدما كانت مقررة يوم 6 يوليوز، لأسباب غير واضحة.
وتأتي هذه الفضيحة رغم تأكيد السلطات الوصية على أن المباراة تنظم في إطار تكافؤ الفرص وسد الخصاص بالجماعات، إلا أن ما كشفته التحقيقات التي أجرتها “كواليس الريف” وكذلك ذات المصدر الموثوق، يثير شكوكًا جدية حول نزاهة المسطرة وحياد اللجنة المنظمة.
وفي ظل هذه المعطيات الخطيرة ، ترتفع الأصوات المطالبة بـفتح تحقيق نزيه ومستقل من طرف وزارة الداخلية، واتخاذ إجراءات عاجلة لمراجعة أوراق المباراة وإيقاف أي نتائج مشبوهة، حمايةً لمصداقية التوظيف العمومي وثقة المواطنين في مؤسسات الدولة.
وتطرح هذه الواقعة مجددًا سؤالًا قديمًا/جديدًا حول مدى جدية محاربة الفساد الإداري والزبونية في التوظيف، خاصة وأن الكفاءات الشابة تجد نفسها في مواجهة منظومة تُفضل الولاء والعلاقات على الكفاءة والاستحقاق.
الكرة الآن في ملعب وزارة الداخلية، والأنظار تتجه إلى الرباط في انتظار القرار… فهل تتحرك الجهات المسؤولة لإنقاذ ما تبقى من مصداقية التوظيف العمومي؟
13/07/2025