شهد شاطئ مدينة أكادير، عشية اليوم الأحد، حادثة غير مألوفة أثارت استغراب وتعاطف المصطافين، بعدما تدخلت عناصر الوقاية المدنية لإنقاذ قطة كانت عالقة وسط مياه البحر في وضعية حرجة.
وتمت عملية الإنقاذ باستخدام زورق مطاطي، بعد أن شوهدت القطة تحاول السباحة بصعوبة، قبل أن يتبين لاحقًا أنها تحمل في فمها جسمًا غريبًا بدا ملفوفًا بعناية.
المفاجأة لم تتأخر، إذ كشف رجال الوقاية المدنية أن القطة كانت تمسك بفمها ما يُشتبه أنه عمل سحري، مكوّن من أشرطة لاصقة وقطع قماش وأثواب معقودة بشكل يثير الريبة، ما عزز فرضية استغلالها في طقوس شعوذة محتملة.
الحادث أثار موجة من الاستياء والاستنكار وسط متابعي الشأن المحلي، حيث اعتبر عدد من النشطاء أن ما جرى يعكس استمرار ممارسات الشعوذة في المجتمع، وخصوصًا عبر استغلال الكائنات الضعيفة مثل الحيوانات.
ووصفت تعليقات كثيرة هذا الفعل بـ”اللاإنساني” و”الجبان”، داعية إلى تتبع مصدر هذا “العمل” وفتح تحقيق في ظروف وجوده، خاصة وأن استخدام الحيوانات في مثل هذه الطقوس يمثل خرقًا صارخًا للقوانين والأعراف والقيم الدينية والإنسانية.
وبينما لم يصدر بعد أي بلاغ رسمي بخصوص تفاصيل الحادث أو الإجراءات المتخذة، دعا فاعلون حقوقيون وجمعويون إلى فتح تحقيق للكشف عن المتورطين المحتملين، والعمل على مواجهة هذه الممارسات المتخلفة التي تسيء إلى صورة المجتمع.
كما شددوا على ضرورة تعزيز التوعية بمخاطر الشعوذة وتأثيرها السلبي على الأفراد والحيوانات، إلى جانب تقوية القوانين الزجرية التي تجرم مثل هذه الأفعال، لا سيما عندما تُمارس على حساب أرواح بريئة لا حول لها ولا قوة.
ليست هذه المرة الأولى التي تُسجَّل فيها حوادث مماثلة تتعلق بأعمال شعوذة في الأماكن العامة، غير أن استخدام قطة بريئة في طقس مماثل، ورميها في البحر، يكشف مدى الجهل والقسوة اللذين ما يزالان حاضرين في بعض الزوايا المظلمة من الواقع.
ويأمل متتبعو الشأن المحلي أن تشكل هذه الحادثة دافعًا لمزيد من الحزم في مواجهة هذه الظواهر، وحافزًا لتكثيف الحملات التوعوية والتربوية، خاصة بين الشباب، حول مخاطر الانجراف وراء الخرافات.
13/07/2025