kawalisrif@hotmail.com

وزير الداخلية الإسباني يتهم “ڤوكس” بالوقوف وراء أحداث مورسيا ضد المغاربة … قراءة في تصاعد خطاب التطرف

وزير الداخلية الإسباني يتهم “ڤوكس” بالوقوف وراء أحداث مورسيا ضد المغاربة … قراءة في تصاعد خطاب التطرف

في تصريحات مثيرة للجدل خلال مقابلة مع إذاعة كادينا سير، حمّل وزير الداخلية الإسباني، فرناندو مارلاسكا، حزب “ڤوكس” اليميني المتطرف المسؤولية المباشرة عن الاضطرابات التي شهدتها بلدة توري باتشيكو في منطقة مورسيا، مؤكداً أن هذه الأحداث ليست مجرد حوادث عفوية، بل هي نتيجة لتخطيط وتنظيم من “مجموعات منظمة” تستغل خطاب التحريض الذي يروج له الحزب.

تُبرز هذه التصريحات حجم الخطورة التي تشكلها الخطابات السياسية المتطرفة على نسيج المجتمع الإسباني، خصوصاً في مناطق مثل مورسيا التي تحتضن جاليات مهاجرة متعددة، وعلى رأسها الجالية المغربية. فالتوترات التي تفجرت في توري باتشيكو ليست سوى انعكاس لاستغلال بعض القوى السياسية المتشددة لمخاوف المجتمع، لتغذية النزعات العنصرية والكراهية، ما يهدد بشكل مباشر السلم الأهلي والتعايش المشترك.

وأكد مارلاسكا أن الأجهزة الأمنية كانت يقظة وحريصة على متابعة تطورات الوضع عن كثب، مشيراً إلى أن الحرس المدني رصد أكثر من 20 مركبة حاولت اقتحام مركز البلدة، محملة بأدوات عنف مثل الصولجانات والهراوات القابلة للتمدد، وهو ما يشير إلى تنسيق مسبق بين هذه الجماعات المتطرفة، واستعدادها لاستخدام العنف لإثارة الفوضى.

في ظل هذه المعطيات، تتجلى الحاجة الملحّة إلى تعزيز الحوار المجتمعي بين كافة مكونات المجتمع، والعمل على ترسيخ قيم التسامح والاحترام المتبادل، لمواجهة محاولات استغلال الأزمات الاجتماعية في زرع الفرقة والتطرف. ويصبح من الضروري أيضاً تكثيف جهود حماية الجاليات المهاجرة، وعلى رأسها الجالية المغربية، من كل مظاهر العنف والتحريض، خصوصاً في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها في المهجر.

إن هذه الأزمة في توري باتشيكو ليست مجرد حدث عابر، بل إشارة تحذيرية لما يمكن أن يترتب على تصاعد الخطابات المتطرفة وأثرها المدمر على السلم الاجتماعي في أوروبا، وهو ما يستوجب يقظة دائمة من الجميع، حكومات ومجتمعات مدنية، للحفاظ على النسيج الاجتماعي وكرامة كل مكوناته.

14/07/2025

Related Posts