في سيناريو لا يخطر على بال، نجح سجين عشريني في تنفيذ عملية هروب جريئة وغير مسبوقة من سجن “كورباس” بضواحي مدينة ليون صباح السبت الماضي، حيث اختبأ داخل حقيبة زميله الذي تم الإفراج عنه في ذلك اليوم، وفق ما أفادت به قناة BFMTV.
الهارب، الذي كان يقضي عدة أحكام سجنية وصادرة في حقه مذكرة توقيف على خلفية قضية مرتبطة بالجريمة المنظمة، لم يفر عبر الأسوار أو أنفاق تحت الأرض، بل خرج بكل بساطة مختبئًا داخل أمتعة نزيل مفرج عنه! الحيلة كانت دقيقة لدرجة أنها مرّت دون أن يلحظها الحراس خلال إجراءات الخروج.
الحادثة، التي وُصفت بـ”المحرجة” للمنظومة السجنية الفرنسية، أطلقت تحقيقًا جنائيًا عاجلًا من طرف النيابة المختصة بمكافحة الجريمة المنظمة، بتهم الهروب ضمن إطار عصابة إجرامية، وهي تهمة ثقيلة تعكس خطورة الواقعة.
في موازاة ذلك، أكدت إدارة المؤسسة السجنية أنه تم فتح تحقيق داخلي مستقل للوقوف على تفاصيل الثغرة التي استغلها السجين، وكيف لم يتم تفتيش الحقائب بالشكل المطلوب في لحظة دقيقة كهذه.
قضية الهروب هذه تأتي لتسلط الضوء مجددًا على أزمة الاكتظاظ في السجون الفرنسية، حيث يُعاني سجن “كورباس”، شأنه شأن العديد من المؤسسات السجنية الأخرى، من ضغط رهيب على العنصر البشري وضعف في الرقابة، ما يُسهّل تنفيذ سيناريوهات تبدو خيالية لكنها تتحول إلى واقع. “هروب داخل حقيبة؟ لا يحدث هذا إلا في الأفلام… أو في سجون فرنسا !”
— تعليق ساخر لأحد مستخدمي تويتر بعد انتشار الخبر
أسئلة حرجة تُطرح:
هل تلقى السجين مساعدة من الداخل؟
كيف تم تمرير حقيبة بهذا الحجم دون تفتيش دقيق؟
وهل نحن أمام شبكة داخل السجن سهّلت هذه العملية؟
التحقيقات مستمرة… لكن الأكيد أن هذا الهروب، وبكل ما فيه من دهشة واختراق أمني فجّ، سيبقى في ذاكرة فرنسا طويلاً كمثال حيّ على أن الإبداع الإجرامي لا حدود له، حتى خلف القضبان.
14/07/2025
