kawalisrif@hotmail.com

ڤوكس يهاجم المغرب مجددًا :   “سبتة ومليلية إسبانيتان … وإلى الأبد !”

ڤوكس يهاجم المغرب مجددًا : “سبتة ومليلية إسبانيتان … وإلى الأبد !”

في فصل جديد من خطاب التحريض الذي يُتقنه حزب “فوكس” اليميني المتطرف، خرج مايسمى بزعيم الحزب في مليلية المحتلة، خوسيه ميغيل تاسندي، بتصريحات تتأرجح بين الاستفزاز والإنكار التاريخي، مُعلنًا أن سبتة ومليلية “إسبانيتان إلى الأبد”، ومحذّرًا المغرب من “اللعب بالنار”، كما قال.

تصريحات تاسندي، التي أُطلقت من على منصة حفل تأبيني للحرس المدني، جاءت في سياق ردّه الغاضب على تحركات رمزية بالمغرب تتعلق بلجنة تحرير المدينتين المحتلتين، وهو ما اعتبره “عودة مغربية مزعجة إلى التصعيد”.

لكنّ ما يغفله السيد تاسندي، عمداً أو جهلاً، هو أن المغرب لا يفتعل أزمة من فراغ، بل يذكّر فقط بحقائق تاريخية غير قابلة للمحو، مهما طالت سنوات الاحتلال. فسبتة ومليلية، كما يعلم القاصي والداني، ليستا مجرد “نقطتين على الخريطة”، بل جرحان غائران في الذاكرة الوطنية المغربية، تحتلهما إسبانيا منذ قرون، خارج أي سند قانوني دولي.

وإن كان ڤوكس يستنفر لمجرد تعبير سلمي أو تصريح رمزي، فماذا يقول عن بناء مزارع بحرية في مياه متنازع عليها، أو إغلاق وفتح الجمارك وفق مزاج أحادي، أو تسخير ملف الهجرة كلما أرادت مدريد الضغط أو المقايضة؟

وفي الوقت الذي يدعو فيه تاسندي إلى تخصيص 5% من الميزانية الوطنية الإسبانية للدفاع عن المدينتين، يغفل أن أصل المشكل ليس في “التهديدات المغربية” المزعومة، بل في منطق الاحتلال نفسه، وفي استعلاء دولة تُنكر وجود نزاع سياسي تاريخي على أرض غيرها، وتطلب من الضحية أن تلتزم الصمت.

أما حين يتحدث عن “العبور الصيفي «عملية مرحبا»” و”الهواتف المغربية”، فكأنما يكشف عن ذعر قديم من كل ما هو مغربي، حتى لو كان مكالمة عابرة أو سيارة مارة عبر المعبر.

ومع كل هذا التهويل، يعود تاسندي ليؤكد أن “سبتة ومليلية ستبقيان إسبانيتين طالما بقي ڤوكس”… تصريح يختزل بؤس الخطاب القومي الإسباني: ربط مصير مدينتين بمستقبل حزب يعيش من التغذية على الخوف من الآخر.

لعلّ تاسندي لم يُبلّغ بعد بأن الشعوب لا تُحرر بالأحزاب الشعبوية ولا تُمنع بالبيانات العسكرية، وأن التاريخ، حتى لو تأخر، لا يُجامل من استوطن أرضًا ليست له. فليطمئن إذًا، فـ”إسبانية” مليلية وسبتة لا تحتاج إلى الناتو .… بقدر ما تحتاج إلى جلسة مع كتب الجغرافيا وخرائط ما قبل القرن الخامس عشر.

14/07/2025

Related Posts