تستعد فرنسا، يوم 18 يوليوز الجاري، لتسليم آخر قاعدة عسكرية لها في السنغال، في خطوة رمزية تختتم عقودًا من الحضور العسكري الفرنسي المستمر منذ استقلال البلاد. هذا الحدث يمثل تحولًا استراتيجيًا في العلاقات بين باريس ودكار، ويؤذن ببداية مرحلة جديدة ترتكز على الشراكة المتكافئة، والتعاون في مجالات التدريب والدعم التقني، في ظل احترام متبادل لسيادة الدولتين.
وقد أعلنت السفيرة الفرنسية لدى دكار وبانغول، كريستين فاجيس، عن هذا القرار خلال احتفال رسمي بالعيد الوطني الفرنسي، حضره عدد من كبار المسؤولين السنغاليين، من بينهم وزير مكتب رئيس الجمهورية، ماري تيو نيان. وأوضحت السفيرة أن عملية تسليم القاعدة العسكرية – التي يُرجّح أنها قاعدة واكام الشهيرة – تأتي تنفيذا لتوجيهات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي أُطلقت سنة 2022، مشيرة إلى أن فرنسا ستعيد كافة المنشآت التي تستخدمها عناصرها العسكرية في السنغال في غضون أيام.
هذا الانسحاب التدريجي لم يكن وليد اللحظة، بل انطلق قبل أشهر عبر تسليم منشآت حيوية، مثل محطة الاتصالات في روفيسك مطلع يوليوز، ومنشآت عسكرية أخرى كمارشال وسانت إيكزوبيري وكونتر-أميرال بروتيه، في إطار التنسيق الكامل مع السلطات السنغالية، وبموجب اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة عام 2012. ويعكس هذا التفكيك المتدرج رغبة سياسية مشتركة بين الرئيسين باسيرو ديوماي فاي وإيمانويل ماكرون لبناء علاقة متوازنة، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعيدًا عن إرث الماضي الاستعماري.
15/07/2025
