وسط أجواء مشحونة بالحذر والتوتر، عاشت بلدة “طورّي باشيكو” التابعة لإقليم مرسية يوماً آخر من الهدوء الحذر، بعد سلسلة من الاعتداءات والعنف الموجّه ضد المهاجرين، والتي فجّرتها مجموعات متطرفة دعت عبر شبكات التواصل إلى “جولات مطاردة” جديدة تستهدف الأجانب، في تصعيد خطير لوتيرة الكراهية والعنصرية.
السلطات الإسبانية سارعت إلى نشر تعزيزات أمنية غير مسبوقة، حيث ارتفع عدد عناصر الحرس المدني إلى 90 عنصراً في شوارع البلدة، ضمن محاولات لاحتواء الانفلات وتفادي تجدد المواجهات التي هزت المنطقة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي سياق متصل، أعلنت شرطة إقليم الباسك “إرتزانتزا” عن توقيف الشخص الثالث المتورط في اعتداء سابق بمدينة إرينتيريا، بينما كان يحاول الفرار إلى فرنسا، في مؤشر على تنسيق أمني لتتبع شبكات التحريض على العنف.
ووفق مصادر محلية، لم تُسجل إصابات أو اعتقالات خلال التدخلات الأمنية الأخيرة، رغم بعض التوترات المحدودة التي تخللت تجمعات شبابية مساء أمس.
وتواجه الحكومة الإسبانية، وعلى رأسها وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، ضغوطاً متزايدة لتحديد المسؤوليات وتفكيك شبكات التحريض التي يقودها متطرفون محسوبون على التيار اليميني المتشدد، خصوصاً مع تنامي خطابات الكراهية التي تزاوج بين القومية والعداء للأجانب.
وتأتي هذه التطورات في سياق سياسي متأزم تشهده إسبانيا، حيث تسعى أطراف من اليمين المتطرف، وعلى رأسها حزب “ڤوكس”، إلى توظيف هذه الأحداث لدفع أجنداتها الانتخابية، مستغلين المخاوف المجتمعية والهواجس الأمنية.
ويحذر مراقبون من تداعيات هذا التصعيد على التماسك الاجتماعي، مشيرين إلى أن صمت بعض النخب السياسية عن هذه الانزلاقات قد يُفهم كتواطؤ ضمني، خاصة في ظل تكرار مشاهد المطاردة والعنف في مناطق متعددة.
ويبقى المهاجرون، ومعظمهم من دول مغاربية وعلى رأسها المغرب، الحلقة الأضعف في هذا المشهد، حيث يتعرضون يومياً لحملات شيطنة واستهداف ممنهج، في ظل غياب آليات حماية فعالة تضمن سلامتهم وكرامتهم في بلد يُفترض أن تحكمه دولة القانون.
15/07/2025