في ظل تصاعد التوترات العرقية التي تهزّ بلدة تورّي باشيكو في إقليم مورسيا، خرج رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز عن صمته مدينًا بشدة موجة العنصرية المقلقة التي تفجّرت في الأيام الأخيرة، مؤكداً أن “العنصرية لا تتوافق مع الديمقراطية”، ومذكّرًا بأن إسبانيا “ليست بلد كراهية بل بلد حقوق”.
وجاءت تصريحاته عبر حساباته على مواقع التواصل، ردًّا على الاشتباكات التي شهدتها البلدة بين جماعات متطرفة من اليمين المتطرف ومهاجرين، والتي خلّفت تسعة معتقلين، وأجبرت السلطات على إرسال تعزيزات أمنية عاجلة من الحرس المدني.
المواجهات اندلعت بعد اعتداءٍ غامض على رجل مسن يبلغ 68 عاماً، تحوّل بسرعة إلى ذريعة رقمية وظفها ناشطون من أقصى اليمين لتنظيم ما يشبه “مطاردات إلكترونية” ضد المهاجرين. وتداولت حسابات محسوبة على اليمين المتطرف منشورات تدعو إلى “الانتقام” من المهاجرين، الأمر الذي أجّج الوضع على الأرض.
من جانبه، وجّه وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا أصابع الاتهام إلى حزب فوكس اليميني المتطرف، متهماً إياه صراحة بـ”تحريك مجموعات منظمة للتحريض على الفوضى”، وذلك في تصريحات اعتُبرت الأعنف منذ اندلاع الأزمة.
وحثّ سانشيز الإسبان على عدم التزام الصمت، داعيًا إلى الدفاع عن قيم المواطنة والديمقراطية، في وقت وصف فيه ما يحدث بأنه “اختبار حقيقي لضمير المجتمع الإسباني”.
وفي تطور لافت، تقدّم حزب الاشتراكيين في مورسيا بدعوى قضائية ضد زعيم فوكس المحلي، متهماً إياه بالتحريض على الكراهية، في تصعيد قضائي قد يجرّ تبعات قانونية على قادة الحزب المتطرف.
تعيش مدينة تورّي باشيكو أجواء متوترة وأوضاعًا مشحونة، وسط غياب موقف واضح من قطاعات واسعة في المعارضة، وفي مقدمتها الحزب الشعبي، الذي لم يصدر أي بيان رسمي حتى الآن، مكتفيًا بالمراقبة الصامتة لما يجري.
في وقت تواجه فيه إسبانيا موجة من التحريض العرقي الممنهج عبر الإنترنت، يبدو أن الحكومة تسعى لاستعادة المبادرة قبل أن يتحول الصراع في تورّي باشيكو إلى كرة نار تتدحرج نحو باقي المدن. فهل يتحرك العقلاء قبل أن يصبح “السكوت عن العنصرية مشاركة فيها”؟
15/07/2025