kawalisrif@hotmail.com

سليمان أزواغ يستعين بشبيحة “زبيحرا” الهارب … عندما يتحوّل المؤتمر الإقليمي للإتحاد الاشتراكي بالناظور إلى سوق خُردة سياسية !

سليمان أزواغ يستعين بشبيحة “زبيحرا” الهارب … عندما يتحوّل المؤتمر الإقليمي للإتحاد الاشتراكي بالناظور إلى سوق خُردة سياسية !

في واحدة من أكثر الحلقات عبثية في تاريخ مؤتمرات حزب الاتحاد الاشتراكي بالناظور، قرّر سليمان أزواغ رئيس جماعة الناظور، أن يدخل السباق التنظيمي مستعيناً ليس بفكرة، ولا ببرنامج، بل بـ”كتيبة زبيخرا” ( أحد المجرمين الفارين من العدالة ) ، فرقة غير نظامية من الأحياء الشعبية بين إشوماي وأولاد بوطيب، مدجّجة بالهراوات والأسلحة البيضاء .

كتيبة من “الممتهنين للأنشطة غير المهيكلة”، ما بين باعة البخور وبائعي الكريموجين، أُحضرت على عجل لتأثيث مشهد لا يليق لا بحزب عريق ولا بمدينة تحاول أن تُثبت نفسها في خريطة السياسة. أزواغ بدا كمن يخلط بين مهرجان خطابي وسوق خضرة، متوهماً أن الشعبية تُشترى بالصراخ و”النكافة”.

ولأن المسرحية تحتاج إلى كومبارس، برز تجار الأرصفة وسائقي الترببورتورات المثيرين للشفقة ، فشل في فرض أي تأثير يُذكر، لأن الشعبية ليست قميصاً يُلبس في ساعة المؤتمر. صوته بالكاد سُمع، وربما سُمع على سبيل المجاملة، أو بدافع الشفقة من بائعي الفول والنعناع الجالسين في الخلف.

أما الباكستاني الخفي في هذا السيناريو الرديء، فكان الثنائي الاتحادي الموساوي، “ابن بوغافر المهاجر إلى وجدة”، والبرلماني سعيد بعزيزي عن جرسيف، اللذان اشتغلا في الظل، كأشباح خلف الستار، لتمرير “البساط الأحمر” لأزواغ، البطل الورقي في هذه الملهاة. لا أحد فهم لماذا اقتحم البرلماني من جرسيف حلبة الناظور، سوى أن الولائم السياسية لم تعد تُوزع بناء على الجغرافيا، بل بناء على المصالح المتقاطعة.

ومع طلعة محمد أبركان، انفجر المسرح على رؤوس مرتزقة السياسة. رجل البحر، وصاحب خبرة العواصف، دخل القاعة وكأن الموج أمره : كفى هراءً !، فتقدّم بخطاب مدوٍّ قلب الطاولة، وأعاد ترتيب السطور. أبركان لم يحتج لكتيبة ولا لعطر إشوماي ولا لابتسامات وجدة … احتاج فقط لحنجرته وشرعيته، ولفريق من المناضلين الحقيقيين الذين يعرفون أن النضال لا يُؤدى على قنوات “تيك توك”.

فأبركان، الذي يعرف خبايا البحر والسواحل، صعد المنصة لا ليتحدث فقط، بل ليربك، ليصعق، وليمنح الحزب صدمة كهربائية سياسية جعلت الكاتب الأول إدريس لشكر يُصاب بإسهال تنظيمي حاد، مزج بين الخوف والدهشة، وراح يبحث عن باب الخروج بأقل الخسائر.

لشكر، الذي جاء للملمة ما تبقى من كرامة حزبه، وجد نفسه عالقاً في زجاجة بلا عنق … أخطأ حين منح أزواغ لحظة النجومية، وأخطأ أكثر حين زلّ لسانه وقال “سليمان الدرهم”، وكأنه يقرأ من شيك مصرفي وليس من لائحة مرشحين! سقطة جعلت القاعة تضحك تحت الأنفاس: هل أصبحت الأسماء تُشترى بالدرهم، أم أن “الأظرفة السمينة” تسببت في نزيف ذاكرة القائد؟

لكن أبركان لم يكتفِ بضحك خافت، بل أنهى المعركة بما يُشبه إعلان الهيمنة : البساط عاد إليه، بدم المناضلين لا بعرق مرتزقة الأسواق. والخصوم؟ خرجوا كما دخلوا … بأكياس فارغة وبقايا شعارات.

في النهاية، قاعة الوحدة بالناظور تحوّلت إلى ساحة ملاكمة سياسية. تلقّى أزواغ ضربة قاضية من الحجم البحري الكبير، سقط معها الوهم، وطار “العرس السياسي” إلى المجهول. وبقي أبركان، بابتسامته العتيقة، كمن يقول: في السياسة كما في البحر، لا يصمد إلا من يعرف كيف يُمسك بالبوصلة.

أما أزواغ، فقد احتفظ بكتيبة “زبيخرا” … لعلها تنفعه في تنظيم مهرجان للحنّاء وليس مؤتمراً لحزب من المفترض أنه يساري.

15/07/2025

Related Posts